YOUTUBE
Twitter
Facebook

11204910_10152852710011721_2035998166796602649_n

الاعلام، ليس أن نعرف ما اذا ارتدت هيفا وهبي تنورة قصيرة أو شورت قصير.
الاعلام، ليس أن نتابع في أي شوارع العاصمة يتجول من تسمونهم نجوماً.
الاعلام، ليس أن نعرف ما اذا سافرت اليسا لقضاء فترة نقاهة، أو هاجرت مايا دياب لانها غضبت من فلان او فلتان…
الاعلام، ليس أن نتكهن ما اذا كانت تلك الفنانة حاملاً من زوجها أو من زوج صديقتها.
هذه الاخبار الصفراء لا تعني أغلب المواطنين.
الاعلام، ليس أن نعرف ما اذا كانت نانسي عجرم تلاعب طفلتيها أو تلاعب أطفال ” شخبط شخابيط”.
الاعلام، يا دخلاء على أشرف مهنة عرفها التاريخ ليس هذا، وأنتم عبثاً تحاولون جعلها مهنة سخيفة مثلكم تماماً.
الصحافة هي مهنة المتاعب،
الصحافة هي البحث عن المتاعب،
نعم الصحافة، كانوا يسمونها مهنة الرجال، ويبدو أن الرجال أصبحوا قلائل.
هي البحث عن الحقيقة ونشر كل ما هو مفيد للقارىء والمشاهد والمستمع.
فلولا الصحافة، ما كان لدينا تاريخ نتعلم منه، ولا جغرافية ولا علم ولا تكنولوجيا، وما كانت المعرفة وجدت هويتها.
لولا الصحافة، ما كنا عرفنا مدام كوري،
لولا الصحافة، ما كنا عرفنا أن هناك كوكب المريخ،
لولا الصحافة، ما عرفنا أن هناك قاراتٍ ومحيطاتٍ وسهولٍ ووديان…
لولا الصحافة، ما كانت نشرت كلمة الله ولا انتشر الفكر والعلم وبقيت البشرية في أقبية الجهل.
لولا الصحافة، لما توصلت التكنولوجيا الى ما هي عليه اليوم.
الاعلام هو أساس كل معرفة.
وكل من يسعى لتحويل الاعلام الى مادة سخيفة نقول له: ” عودوا من حيث أتيتم، فالاناء ينضح بما فيه”.
الاعلام، أهم وأعمق وأشقى من كل ما ينشر من تفاهات على صفحات مجلاتكم وعلى شاشات تلفزيونكم.
بعد الاكتشاف العظيم للتلفزيون، لقد أصبحنا في زمنٍ نفضل أن نطفىء هذا الاختراع المبهر، كي لا نتابع المشاهد التي تثير الملل والقرف، بل عدنا الى قراءة كتابٍ نسيناه على رف المكتبة.
ولم نعد نقرأ مجلاتكم الفنية التي يكون غلافها مدفوعاً سلفاً ومحتوياتها مسخًرة لبعض مموليها، مفضلين المشي في احضان الطبيعة كي ننسى الواقع المقزز للمهنة.
ولم نعد نستمع الى الراديو الذي يبث اغانٍ يصلح استعمالها لتعذيب سجين حكم عليه بعقوبة “جريمة من الدرجة الاولى”، فالعودة الى اختيار c.d. لأغانٍ راقية من العصر الذهبي، أفضل من النشاذ الذي نسمعه الذي يزعج سمعنا ويقلق راحتنا.
رحمةً بهذه المهنة، ابتعدوا عن نشر كل ما هو مدفوع ثمنه سلفاً فهو رخيص جداً ولا يستحق النشر، وابحثوا عن الامور القيّمة التي لا يدفع ثمنها لنشرها، لأنها تثبت نفسها تلقائياً.
سميرة اوشانا

اقرأ الآن