Samira Ochana
كتبت سميرة اوشانا
كان يا ما كان،
سيأتي يوم ويخبرالاجداد والجدات أحفادهم عن المافيات التي حاربت الدراما اللبنانية بكل ما أوتي لها من قوة.
سيخبروهم كيف أن المافيات وتحت حجة أن الممثل اللبناني لا يروّج منتوجهم الدرامي استعانوا بالممثلين من جنسياتٍ عربية اخرى تارةً سورية وطوراً مصرية أو من أي جنسية عربية غير لبنانية، وألزموا الممثل اللبناني منزله ليتخلى عن حلمه الفني ويتوجه الى امتهان مهنةٍ جديدة يعتاش منها.
سيخبروهم كيف أن المافيات وتحت حجة او وهم مقولة “المشاهد عايز كدا”، أخفوا أثر الكتّاب اللبنانيين واستعانوا بمسلسلاتٍ وحكايات أجنبية تارة كورية وطوراً مكسيكية او هندية او تركية ونقلوا مجتمعاً لا يشبه البيئة اللبنانية الى الشاشة اللبنانية وروّجوا له بكل قوة.
بالمقابل تبذل الدراما والسينما المصرية جهدها وتضع كل امكانياتها الفنية واللوجستية والتقنية من كتّاب الى مخرجين وممثلين لتقديم منتجاً فنياً راقياً يحترم فكر المشاهد العربي كمسلسل “لعبة نيوتن” أو “تحت الوصاية” لمنى زكي…
بدورها الدراما السورية وعلى الرغم من الحرب الدائرة في البلاد والتي جعلت صناعها يغادرون الى بلادٍ مجاورة، الا أن صناعها بذلوا كل الجهود لإعادة الهوية السورية لمنتجهم الفني كما تابعنا هذه السنة خلال رمضان 2024 مسلسل “اولاد بديعة” لمحمود نصر وسلافة معمار اللذان ابدعا في تجسيد ادوارهما، و”أغمض عينينك” لأمل عرفة وعبد المنعم عمايري والسنديانة منى واصفف، من دون اقحامها في بدعة الدراما المختلطة التي نتشت بعضها وبات الجميع يعرف أن نهايتها قريبة لا سيما التي تخلو من أي منطق، على الرغم من نجاح بعض الأعمال منها ك”عشرين عشرين” لقصي خولي ونادين نجيم و”نار بالنار” لعابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز، في العام السابق الا أن كان هناك اصرار للعودة الى الهوية الاصلية لكل دراما على حدا.
لكن الدراما اللبنانية بعد أن كانت قد تفوقت بكل معداتها الدرامية والتقنية بدءًا من القصص وحكايات المسلسلات المتعددة التي قدمها أهم الممثلين والممثلات اللبنانيين مع مخرجين أكفاء، وكتّاب واسعي الخيال وتقنيين محترفين. اجتمعت المافيات لإضعافها وذلك اولاً بعدم رصد الاموال الكافية لانتاج عملٍ ضخم، ثانياً للترويج على مقولة “اللبناني ما بي بيع برا” هذه الكذبة عملت المافيا لترويجها كي تضرب الدراما اللبنانية التي نجحت في أعمالٍ عدة منها “واشرقت الشمس” و”لونا” والعاصفة تهب مرتين” ومالح يا بحر” والشقيقتان” و”أحمد وكريستينا” و”وين كنتي” و”أمير الليل” وحبيبي اللدود” و”فاميليا” وغيرها الكثير مع ممثلين من الزمن الجميل ايضاً مع الاميرة التي رحلت تاركة خلفها سلسلة أعمالٍ لا يزال المشاهد العربي يبحث عنها على اليوتيوب للاستمتاع بمشاهدتها هند ابي اللمع التي شكّلت ثنائياً رائعا مع الرائع الفنان عبد المجيد مجذوب مثل “الو حياتي” وعازف الليل” و”ميّاسة” مع الممثلة العفوية نهى الخطيب سعادة و”مذكرات ممرضة” مع السي فرنيني وجورج شلهوب، و”اربع مجانين وبس” مع فيليب عقيقي و”المشوار الطويل” مع الفنان الراحل شوشو…. فكان النجم اللبناني قبلة الانظار في حقبة الزمن الجميل.
لكن، لماذا اليوم يحارب الممثل اللبناني وتسرق منه الفرص والأدوار الرئيسية الاولى لصالح أي ممثل عربي آخر؟
إلا أن الممثل اللبناني الشغوف بموهبته، والذي يعرف “أن الشّدة إن لم تقتله تقويه”، فكثّف جهوده لتقديم أعمالٍ مسرحية لبنانية مئة بالمئة، هناك على خشبة المسرح ومع امكانياتٍ محدودة يجد ضالته ويبرهن للقيّمين أنه لا يزال يكافح مع زملائه في المهنة، لاستعادة الهوية اللبنانية لأعماله الفنية.
ستحكي الجدات ايضاً وايضاً لاحفادها، أن الدراما الرمضانية لعام 2024 لم تكن على المستوى الذي كانت عليه في العام 2023 و2020 لا سيما في المواضيع المطروحة.
لكي تستعيد الدراما اللبنانية هويتها، يجب وضع حدٍ لترجمة أعمال من بلادٍ لا تشبهنا وتعريبها، بل على القيّمين اعطاء الفرص للكتاّب والسيناريست اللبنانيين الذين يعرفون جيداً زواريب مجتمعهم ومعاناة عائلاتهم وفرح اولادهم، لأن يوميات اللبناني تختلف كلياً عن يوميات أي شابٍ كوري أو أميركي أو تركي.
لن تنتهي حكايات الاجداد والجدات لانهم مراقبون أصيلون وسينقلون الحقيقة بكل أمانة لأحفادٍ قد يصبحون في المستقبل القريب أهم صناع الدراما في لبنان وسيخبرونهم عن انتفاضة الكتّاب والممثلين والمخرجين اللبنانيين وسيشهدون على عصرٍ ذهبي جديد.
في إطار دورها الريادي لدعم وتعزيز الصناعة السينمائية محليًا، تكشف مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بفخر عن مشاركتها في الدورة العاشرة من مهرجان أفلام السعودية، المقرر إقامته من 2 إلى 9 ايار 2024، في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بمدينة الظهران. تأتي مشاركة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في سياق رؤيتها لتعزيز التعاون مع أبرز المهرجانات محليًا وعالميًا، كما تجسد مساعي المؤسسة الحثيثة لتعزيز السينما السعودية عبر المشاركة في جناح خاص ضمن سوق الإنتاج، بالإضافة إلى مشاركة سينمائية بأحد الأفلام المدعومة من قبل صندوق البحر الأحمر “أحلام العصر” المقرر عرضه ضمن القائمة الرسمية لمسابقة الأفلام الروائية، كما ترعى المؤسسة منحة مالية لأفضل سيناريو فيلم سعودي قصير.
يعد مهرجان أفلام السعودية الذي تنظمه جمعية السينما بالشراكة الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، حدثًا سينمائيًا بارزًا يحتفي بالصناعة السينمائية السعودية ويعزز من مكانتها عبر مسابقات أفلام وتطوير للنصوص السينمائية وعدد من البرامج الثقافية وورش العمل، كما يمثل نقطة تلاقٍ لصُنّاع الأفلام السعوديين من أرجاء المملكة العربية السعودية.
تهدف مشاركة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في الدورة العاشرة من مهرجان أفلام السعودية، إلى توسيع فرص التواصل مع المواهب السعودية عبر جناح خاص يضم ممثلين من مختلف برامج المؤسسة، من ضمنها صندوق البحر الأحمر المكرس لتقديم منح مالية للمشاريع السينمائية في مختلف أطوار صناعة الفيلم، بالإضافة إلى سوق البحر الأحمر، ومعامل البحر الأحمر.
على الجانب الآخر، يمكن لزوار المهرجان الاستمتاع بمشاهدة التجربة السينمائية الثانية للأخوين قدس، فيلم “أحلام العصر” المدعوم من قبل صندوق البحر الأحمر، بمشاركة النجوم صهيب قدس، النجمة الصاعدة “نجم”، نور الخضراء، فاطمة البنوي، حكيم جمعة، وعدد من المواهب السعودية الأخرى. يحكي الفيلم قصة نجم كرة قدم المعتزل وَسِيءَ السمعة والمظلوم إعلاميًا “عبدالصمد” وتعاونه مع ابنته “أحلام” للانتقام ممن ظلمه في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن سرعان ما تأخذنا القصة لأحداث غير متوقعة مصحوبة بلغة كوميدية مميزة.
علاوة على ذلك، ترعى مؤسسة البحر الأحمر السينمائي من خلال صندوق البحر الأحمر، منحة مالية ستقدم لأفضل سيناريو فيلم سعودي قصير، وسيحظى المشروع الفائز بفرصة دعم تمكنه من إتمام مرحلة إنتاج الفيلم بالكامل. وتأتي هذه المبادرة لتشيع المواهب السينمائية السعودية، وإتاحة الفرصة لنقل إبداعاتهم إلى أرض الواقع.
منذ تأسيسها في 2020م؛ شاركت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في العديد من المهرجانات المرموقة على الصعيد المحلي والدولي، وقدمت خلالها سلسلة من برامجها ومبادراتها الرائدة، بهدف دعم صناعة السينما في مجالات الإنتاج والتوزيع والتعليم والتدريب، كما تلعب اليوم دورًا حيويًا في رعاية الجيل المقبل من صُنّاع الأفلام وبناء صناعة سينمائية مستدامة في المملكة العربية السعودية وإفريقيا وآسيا.
بعد طول انتظار، أُقيم كرنفال الكيمياء السنوي الخامس في الجامعة الأميركية في بيروت مُضفياً على الحرم الجامعي جوّاً من الدهشة والاكتشاف نهل منهما أكثر من ألف زائر قدموا من جميع أنحاء لبنان. وباعتباره الاحتفالية الأبرز في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في لبنان والمحيط، فإن كرنفال الكيمياء لهذا العام، الذي نظّمه طلاب حملة التعليم التحويلي في الجامعة، وقاده أستاذ الكيمياء فيها بلال قعفراني، حطم الأسطورة القائلة بأن العلم هو مجرد مسعى رصين، وأعاد صياغته كتجربة مثيرة ومُعاشة.
هذا النشاط التعليمي النابض بالحياة عرض عجائب الكيمياء من خلال مروحة من التجارب التفاعلية والعروض الكبرى الآسرة للحواس. واستمتع الحاضرون بمجموعة واسعة من الأنشطة، من سحب الدخان وتجارب الصابون الملون إلى الموسيقى، وإطلاق المستوعبات وكرة الطاولة، وتجارب البراكين، وإنشاء الثلج والبوظة، وشكّل كل منها شهادة على دور الكيمياء في اجتراح السحر اليومي.
وتكلم البروفسور بلال قعفراني عن الأهمية الأوسع للحدث فقال، “كرنفال الكيمياء هو أكثر من مجرد حدث. إنه احتفال بالعلوم التي تهدف إلى التثقيف والإلهام والترفيه، وإلى تعزيز مجتمع يقدّر عجائب الكيمياء في الحياة اليومية.” هذا الإيجاز لخّص الروح الكامنة وراء الكرنفال، وسلّط الضوء على هدفه لجعل الكيمياء متاحة وجذابة لجميع الأعمار.
وفي مشهد مميّز، شارك رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، ووكيل الشؤون الأكاديمية فيها الدكتور زاهر ضاوي، وعميد كلية الآداب والعلوم الدكتور فارس دحداح في تجربة “إطباق الحمم 2” الضخمة. ولم تضف مشاركتهم عنصراً فريداُ إلى الحدث فحسب، بل كانت أيضا بمثابة رسالة قوية مفادها أن الفضول والتعلّم في الجامعة الأميركية في بيروت هما قيمتان يدافع عنهما وتتجسدان على أعلى المستويات فيها.
التأثير المدوي لكرنفال الكيمياء كان أكثر بروزاً بين الشباب، الذين غادروا بعيون واسعة مع الدهشة وعُقول تضج بالمعرفة الجديدة المكتشفة. شهادات هؤلاء العلماء الشباب الناشئين جاءت تأكيداً حماسياً على مهمة الكرنفال بتغيير صورة الاستكشاف العلمي من خلال المعارض العلمية.
وقد أثبت كرنفال الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت مجدّداً أنه مبادرة تردم الفجوة بين التعليم والخيال، وتُرعرعُ مجتمعاً ينظر إلى الكيمياء كمصدر للإلهام والفرح في الحياة اليومية.
حول حملة التعليم التحويلي في الجامعة الأميركية في بيروت
تعزز حملة التعليم التحويلي في الجامعة الأميركية في بيروت روح الريادة والابتكار بين الطلاب. ومن خلال الأنشطة المتنوعة مثل كرنفال الكيمياء السنوي، ومحادثات الإرشاد من قبل لامعين معروفين من مختلف المجالات، والمحادثات البحثية والمسابقات والأبحاث التي يقودها الطلاب، وأكثر من ذلك، تمكن حملة التعليم التحويلي الطلاب من التفوق في الأوساط الأكاديمية وخارجها، وتعزز المهارات الأساسية للتعامل مع عالم سريع التطور.