الممثل قصي الخولي: الفن يوحد الوطن العربي

ابتسامته الساحرة لم تفارق وجهه طوال الحديث على الرغم التعب الذي كسى وجهه بسبب قلة النوم. في اليوم الاول من وصوله الى لبنان لمباشرة تصوير مسلسل ” بنت الشهبندر” التقيته وأجريت معه هذا اللقاء الذي افصح فيه عن أمورٍ لم تطرح سابقاً عليه، تحاشيت ذلك لانه طلب مني ان أسمح له بأن يكون غليظاً معي ولا يجيب عن الاسئلة التي سبق وطرحت فوافقت والتزمت بالاتفاق الذي حصل بيننا، فكان الحوار شيّقاً لما يتمتع هذا الفنان من رقيٍ واحترام.
نجاحه في الاعمال التي قدمها لم يجعل منه شخصاً مغروراً، ولم يصب بوباء الكبرياء الذي يطال شريحة كبيرة من الذين يعتبرون أنفسهم نجوماً.
لا وقوفه أمام كبار النجوم اضاع بوصلة اختيار مفارق الطرق الصحيحة، ولا حزنه على الازمة التي يمر بها الوطن العربي افقده ايمانه.
ممثل أصيل بعيد عن التصنع وقريب جداً من الناس، عفوي وغير متملق، يحترم قوانين البلد الذي يقيم فيه، يرى في داخل نانسي عجرم ممثلة ذات موهبة قوية، ويعتقد ايضاً أنه يستطيع أن يقدم عملاً ناجحاً مع الممثلة نادين نجيم. عودة بليغ حمدي لن تكون بعيدة، فقصي الخولي سينعش ذاكرة المشاهدين في بعض جوانب من حياة هذا الملحن المبدع الذي سيلعب دوره في مسلسل لا يزال قيد الكتابة.
مع النجم السوري قصي الخولي هذا اللقاء:

أنت حالياً موجود في لبنان لمدة شهر لتصوير مسلسل “بنت الشهبندر”، حدثنا قليلاً عن العمل وعن دورك فيه؟
للحقيقة، ” بنت الشهبندر” هو عمل شامي تتناول أحداثه آواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، في تلك الحقبة كانت بلاد الشام واحدة يعني لبنان وسوريا وفلسطين والاردن، ويحمل هذا العمل رسالةً مهمة جداً خصوصاً في وضعنا الراهن، له علاقة بالإلفة والمحبة والتضامن حيث كانت الناس تعيش بسلام ومحبة، هذا لا يعني انه لم يكن هناك من مشاكل لكنها كانت صغيرة ومحلولة على عكس ما نشهده حالياً من المشاكل العميقة التي تصل الى حد التفرقة بين الاهل والاصدقاء، أعتقد أن أهمية العمل تنطلق من هنا.

واضح من طريقة حديثك أنك مرهق، يبدو أنك أمضيت الليل ساهراً.
والله مش نايم كل الليل،
يتابع: الى ذلك، تكمن أهمية العمل في وجود مجموعة كبيرة من النجوم اللبنانيين والسوريين، ان شاء الله هذا العمل سيثمر عن نتائج جميلة جداً وسيحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة في شهر رمضان 2015. شركة ميديا Revolution 7 بادارة مفيد الرفاعي قامت بعمل جبار على صعيد الانتاج، وهو من اخراج سيف الدين سبيعي وكتابة هوزان عقو، لذا كل البوادر المتوفرة تشير الى أن العمل سيكون ناجحاً. أما بالنسبة لدوري فيه، فانا ألعب شخصية “راغب” ابن الزعيم وهو أحد شباب الحارة يتمتع بالنخوة والرجولة يغرم بفتاة الا أنه سيتعرض لموقف فتتطور احداثه ونتيجة ذلك لن يستطيع أن يتزوج من يحب، لن أريد التحدث أكثر كي لا اؤذي الموضوع. عمل لطيف انشاء الله.

هذه المشاركة العربية التي نشهدها في المسلسلات، لصالح من تصب، وهل هذه الخلطة سليمة ومنطقية، لا سيما في هذا المسلسل؟
لنتحدث عن الوجه الايجابي للموضوع، بالنسبة الي هذا مهم والاهم أننا نحاول أن نصنع ما يسمى بال ” pan arab” في الحقيقة الفن هو الذي يوحد الوطن العربي وجميل جداً أن ما يوحدنا له علاقة بالفن، اللبنانيون والمصريون والسوريون وكل الوطن العربي يشاهد مسلسلاً لمجموعة من نجوم العرب، لكن السؤال الى أي مدى نتوفق ” بالحتوتة” لا أعرف، أحياناً قد تكون مفبركة لنجعل منها ” pan arab” واحياناً يفرض حصول هذا الامر، لكن بشكلٍ عام لا أستطيع الا أن أحترم هذا الجهد، أما في ” بنت الشهبندر” فيوجد توليفة مختلفة بدءًا من طبيعة المكان والزمان اللذان يفرضان هذا التنوع.

شاهدناك في مسلسل “سرايا عابدين” بشخصية الخديوي اسماعيل مع الفنانة المصرية يسرا، الى أي مدى شعرت ان هذا المسلسل أضاف اليك من نجاح، وهل هذه الشخصية

الشبيهة لشخصية سلطان سليمان في ” حريم السلطان” أحببتها وأردت أن تلعبها لما يتمتع الدور من الهالة؟

تسلميلي، في الحقيقة، “سرايا عابدين” من أهم الخطوات والانجازات التي قمت بها بحياتي المهنية، انه عمل ضخم افتخر به جداً بكل تفاصيله، وهو أضخم انتاج عربي حتى الآن ولا أعتقد ان هناك أحد آخر يستطيع أن ينفذ أضخم منه عدا MBC اذا أرادت فعل ذلك. للحقيقة، هو مهم لأي ممثلٍ عربي، الى ذلك، يتمتع المسلسل بمشاركة نجوم كبار فالى المخرج الاستاذ عمروعرفة، النجمة يسرا ونيللي كريم ونور ومي كساب وصلاح عبدالله الاساتذة كثر وكبار، وايضاُ كارمن لبس ويورغو شلهوب وغادة عادل وسوسن ارشيد، ونبيل عيسى ومحمود البزاوي وداليا مصطفى كان لي تعاون مباشر معهم، هذه التوليفة اللبنانية –السورية – المصرية كانت جميلة جداً، وأعتبر أن هذا المسلسل هو نقطة تحول في مسيرتي المهنية.
شاهدناك في فيديو كليب مع الفنانة نانسي عجرم، وأحببناك، هل تعيد التجربة مع فنانةٍ أخرى؟
أنا احترم هذه التجربة كثيراً وأحترم نانسي عجرم جداً فأنا أحد المعجبين بفنها، لكنني لا أعتقد أنني سأعيد التجربة حفاظاً على خصوصية هذه المشاركة لانني فعلاً أعتبرها مهمة في حياتي المهنية.

تعتمد حالياً شركات الانتاج على الفنانات المغنيات في الدراما، ورأينا ذلك في رمضان 2014 مع هيفا وهبي وميريام فارس، ما هو رأيك بهذه الظاهرة؟
أنا لست ضد على الاطلاق بل اشجع ذلك لأن كل انسان له الحق بالمحاولة فالتجربة تجعلنا نكتشف طاقات فنية ومواهب قد تكون خافية حتى على الشخص نفسه، وأنا في الحقيقة أحترم ما جربته، منذ أن أنتهيت من تصوير الفيديو كليب مع نانسي كلما ألتقي بها أقول لها ” يجب أن تمثلي” لأن في الحقيقة نانسي عجرم موهوبة جداً فداخلها ممثلة خاصة جداً.

عدا مسلسل “بنت الشهبندر” هل من أعمال اخرى أنت في صدد التحضير لها؟
في الحقيقة، هناك نصوص لا أزال أقرأها لكنني لم أقرر بعد.
هل سيكون pan arab؟
ممكن، في الحقيقة، هناك أكثر من نصوص مميزة سأقرأها وأختار منها الافضل.

لعبت أدواراً كثيرة وشخصيات متعددة الى جانب نجمات، الى جانب أي ممثلة لبنانية تحب أن تمثل؟
والله، جميعهن على “عيني وراسي” أحبهن جميعاً لكنني أشعر أنا ونادين نجيم ممكن ان نعمل شيئاً، لأنها هي ايضاً ممثلة متنوعة لا نراها في نوعٍ واحد الا أنني أحترم الجميع.

هل ندمت على عملٍ سبق وقدمته؟
لا والله، اطلاقاً، أغلب الاعمال التي قمت بها درستها جيداً قبل الاتفاق عليها.

قال لي الاستاذ جمال فياض بعد انتهائك من تصوير المسلسل سينظم جلسة مع الصحافيين.
في الحقيقة، أنا أتمنى وأفضل أن يكون في الجلسة أكثر من صحافي لكي لا يكون هناك من تكرار للاسئلة نفسها.
لكن هذا الامر غير مريح للصحافي، لان لكل واحدٍ منهم أسئلته واسلوبه فلا يعود يتفرد بسكوبٍ معين.

طبعاً ليست جيدة بالنسبة للصحافي، لكن كما ذكرت تحاشياً لتكرار الاسئلة.

بالانتقال الى المسلسلات التي تتناول سيرة ذاتية لشخصياتٍ قد تكون تاريخية أو فنية او غير ذلك، هل هناك شخصية محددة تريد أن تلعب دورها؟
نعم، وبدأ العمل عليه، شخصية الملحن بليغ حمدي.

من هي الممثلة التي ممكن ان تلعب الى جانبك؟
لا أعرف، الموضوع لا يزال في طور الكتابة وهذا يعود الى النص، ربما الشخصيات المطلوب وجودها في المسلسل لا تكون متواجدة كما هي مفترضة، ربما تكون قد أخذت جوانب أخرى من حياة بليغ حمدي. لذا لا اعرف حتى الآن بالظبط.

 بداية اللقاء طلبت مني أن أسمح لك بأن تتغالظ علي قليلاً، وذلك بعدم الاجابة عن الاسئلة التي سبق وطرحت عليك.
يضحك صحيح،

هل قصدت ذلك لكي اتحاشى السؤال عن ما حصل معك في مطار القاهرة؟
حقيقةً، ما حصل معي في مصر عادي وبسيط أي انسان أو فنان عربي يجب أن يقف الى جانب البلد الذي يقيم فيه سواء لبنان أو مصر أو سوريا ويحاول الحفاظ على أمنه خصوصاً في هذا الوضع الراهن الذي نعيش فيه. تعامل معي رجال الامن هناك بكل احترام ومحبة وقد تعاونا سوياً. الاشكالية التي حصلت هي أن الاقامة التي كانت بحوزتي كانت مزورة وطبعاً كنت أجهل ذلك، إلا أن رجال الامن أمسكوا بالشبكة التي فعلت ذلك وهي منظمة كبيرة وخطيرة، وانا كنت واحداً من بين الناس الذين وقعوا ضحيتها، الجميع استغرب لانني دخلت الى مصر من خلالها 8 مرات هذا ما تفاجأت به وهم ايضاً تفاجأوا لذا، عدت الى دبي وحالياً انا قدمت على فيزا لتكون قانونية، هذا كل شيء، لكن الصحافة تكبّر الموضوع.

هل رأيت لماذا الصحافي يريد أن يجري بنفسه اللقاء مع الشخص المعني، كي يحصل على المعلومات الصحيحة وبدقة وبالتالي نشرها في المطبوعة التي يعمل فيها ويتفرد بها.
صحيح، أفهم ذلك، الا أنني قمت بعدة تصاريح في هذا الموضوع وعلى التلفزيون ايضاً.

ماذا تعني لك الجوائز؟ وهل تعيرها أهمية؟
أي جائزة للفنان هي مكافأة على جهده وتعبه من قبل الجمهور ليحصل على جائزة، فمحبة الناس له تترجم من خلال الجوائز.

هل تتوقع أن تنال جائزة تقديرية هذه السنة عن الاعمال التي قدمتها في العام 2014؟
أي فنان يتمنى أن تكافأ جهوده بجائزة، ان شاء الله أكون استحق ذلك.

أعرف أنك لا تريد أن تقول شيئاً عن الربيع العربي لانك سبق وصرّحت عن مواقفك، لكن هل اعلان الفنان عن مواقفه السياسية يؤثر عليه سلباً؟
هذا يعود الى الشخص نفسه، الفنان ايضاً كأي مواطن حر بأن يعلن عن مواقفه.

شكراً على هذا اللقاء الخاص نحن بانتظار اعمالك الجديدة.

الله يخليكي،شكراً، لك تحياتي.

سميرة اوشانا

(مجلة الهديل)