الممثلة ديامان أبو عبود: ليس لدي هاجس الانتشار بل أسعى الى النوعية

خلف الوجه الهادىء تخفي ديامان أبو عبود قدرات تمثيلية عالية وعاصفة من الاحاسيس التي تستطيع التعبير عنها بكل سهولة، قد تكون تعابير وجهها القريبة من ملامح الفتاة الاوروبية هي سبب نجاحها وقد تكون الادوار الواقعية التي تختارها هي السبب.

كما في السينما كذلك في التلفزيون، فتلك الراقصة التي أغوت قلب الكومندان الفرنسي في باب ادريس، هي نفسها التي يئست من انتظار عودة والدها في “وينن” وهي ايضاً تلك المدمنة في “السجينة” وتلك الثرية المصابة بمرض شلل الاطفال في “روبي” التي سرقت منها حبيبها صديقتها الوحيدة، تبعناها مؤخراً في مسلسلٍ يختلف كلياً، فمن اجواء المقاومة والضياع الى اجواءٍ بوليسية حيث لعبت دور الطبيبة النفسانية التي تساهم في كشف جريمة قتل، ديامان أبو عبود آمن بها المخرج سمير حبشي لأدائها التمثيلي الراقي والمقنع، وكأنها اصبحت الممثلة الاولى لدى أغلب أعمال حبشي، قال لي أثناء تصوير المسلسل حين ستتحدثين معها ستكتشفين كم هي انسانة عميقة، انها ممثلة حقيقية.

الهدوء الذي تتصف به يلازمها حتى في الادوار الصاخبة، وعلى الرغم من التعب الذي شعرت به شخصياً أثناء تصوير مسلسل “أبرياء ولكن…” الا أنها حافظت عليه. فوجدت نفسي أنا ايضاً اتحدث بالطريقة نفسها، قد يكون تأثير النجوم على المحيط لعب لعبته.

لعبت أدواراً عدة في السينما والتلفزيون ومؤخراً “ابرياء ولكن…” الذي يختلف كلياً عن الادوار السابقة، ماذا أضاف الى خبرتك التمثيلية؟

كممثلة، أي دور ألعبه أتعامل معه كقيمة اضافية، طبعاً مع الاساتذة سمير حبشي وميلاد طوق ونصري طوق وكل الفريق كنت سعيدة جداُ لانني شاركت في هذا العمل وكان لي الشرف أن أكون جزءاً منه.

 تأرجحت أعمالك بين الحركة التصاعدية أحياناً وذلك شاهدناه في المسلسل الذي لعبت فيه دور البطولة “باب ادريس” ومشاركتك الممثلة سيرين عبد النور في “روبي” و” سجينة” ، وأحياناً أخرى شعرت أنك في ركودٍ نوعاً ما ، ما هو سبب هذا الغياب؟

 أنا لا أعتبر اذا لم أكن على الشاشة العب في عملٍ درامي تلفزيوني  يعني ذلك انني غائبة، أكون في هذه الفترة أقوم بأعمالٍ أخرى. قد أكون على خشبة المسرح  أو السينما. فالأمر ليس محصوراً فقط بالدراما، هناك أمور أخرى موازية للنشاط الدرامي.

في الوقت الذي نلاحظ ان النجمات يسرن على ايقاعٍ سريع، خوفاً من ان تنسى أسماؤهم، كون ذاكرة المشاهد ضعيفة، لذا، للحفاظ عليه، يتنقلن من عملٍ الى آخر، هل ترفض ديامان عملاً لا تكون مقتنعة به؟ وبالتالي تسجل غياباً في هذا المجال؟

النشاط ليس محصوراً كما ذكرت في النشاط الدرامي، ولا يعتبر تقصيراً مني اذا لم اشاهد في اعمالٍ تلفزيونية، انما يكمن في تطوير نفسك كممثلة أيضاً، قد تمر فترة انقطاع عن الظهور سببه المزاج الذي لا  يسمح بالقيام بعمل تلفزيوني او قد يكون السبب  العروض غير المقنعة او ربما الظروف لا تكون تسمح بذلك.

ألا تخافين أن ينساك الجمهور الذي يعاني من الذاكرة الضعيفة، نظراً للكم الذي يتلقاها يومياً؟

أن يتذكروني في اعمال جيدة أفضل من أن يتذكرونني ويتحدثون عني بأعمال غير ناجحة، بمعنى أن أكون في ذاكرتهم  و”علقانة براسون” بأدوار  قمت بها وأعتبرها جيدة ومقتنعة بها على أن يملوا مني.

هل أحببت دورك في ” ابرياء ولكن..”؟

أكيد، أحببت هذا الدور وأنا أثق جداً بالمخرج سمير حبشي ومدير الاضاءة ميلاد طوق وكل الفريق؟

والكاتب؟

شخصياً لا أعرفه، لكن البعد الذي تريدين اعطائه لتجسيد الشخصية يختلف عن الورق الذي تقرأينه، فهنا عليك يكمن العمل الى مدى تحملينها وتعطينها البعد النفسي، هنا نتحدث عن آغاتا كريستي ما يعني هناك لعبة بسيكولوجية، لذا، الى هذه الدرجة ثقتي كبيرة والا كنت خفت القيام بهذا الدور.

سبق وعرض مسلسل 10 عبيد زغار وهو ايضاً من اجواء آغاتا كريستي، هناك من أحبه وهناك من انتقده، الى اي مدى أنت مؤمنة أن هذا العمل سينجح وسيلاقي أصداءً جدية؟

تجيب بالهدوء نفسه ولكن بثقة كبيرة: أنا مؤمنة أنه سينجح لانه نفذ بطريقةٍ جيدة لانني كما ذكرت لك أثق بفريق العمل.

بهدف الانتشار، نلاحظ اقبال كبير على انتاج أعمال درامية مشتركة عربية  pan arab، اذا عرض عليك دور هل تقبلين، وما رأيك بهذه الخلطة؟

تجيب على الفور: حسب الدور وال projet ليس هناك شيء بالمطلق الامر غير مربوط بالجنسية بل بالعمل نفسه، من طريقة طرحه ومعالجته هذه هي الفكرة الاساسية، فاذا كانت المعالجة واقعية ليست هذه مشكلة بالمبدأ.

البعض يقول أنهم يقبلون بهذه المشاركة لان الدراما اللبنانية لا تسوّق في الخارج، وكأن السوري والمصري يؤمنان الانتشار الذي يحتاجون اليه؟ ما هو رأيك؟

لا أعرف، عليك أن تسألي من قال ذلك، أنا شخصياً ليس لدي هاجس الانتشار انما أسعى الى النوعية، وما اؤمن به.

أي من المسلسلات اعجبك اكثر؟

صراحةً لدي مشكلة وهي أنني لا أتابع.

لكن هذا هو مجال عملك؟

لا أتابع

ما هو رأيك بالدراما اللبنانية حالياً؟

ان شاء الله من حسنٍ الى أحسن لا شك انها تتطور، وأنا مؤمنة انه لدينا طاقة جيدة جداً ويجب أن نوظفها بطريقةٍ صحيحة  نؤمن بها ونعطيها حقها.

ماذا عن السينما اللبنانية، وهل شاهدت فيلم ” يللا عقبالكن”؟

لم يتسن لي الوقت لمشاهدته لكنني سمعت أصداءً جميلة عنه. هم أصدقائي وأحبهم كثيراً اقول لهم  good luckسعيدة لان هناك اقبال عليه في الصالات؟

هل شاهدت فيلم Bebe   و Vitamin ؟

للصراحة، كلا. تتابع: السينما اللبنانية فيها امور كثيرة حسنة كما تتمتع بطاقة جميلة وهي تتطور بسرعة، حالياً أصبح لديها فرص أكثر الا أنه يجب أن نحافظ  على النوعية والهوية خصوصاً في السينما. هويتنا من نحن كأفراد علينا طرح انتمائنا الانساني في السينما ولا يجب أن نتوه عن هذا الموضوع.

أي قضية تريدين طرحها من خلال السينما؟ كما حصل في فيلم “وينن” الذي ساهمت في كتابته الى جانب الفنان جورج خباز، حيث تناولتما قصة المخطوفين.

القضايا الانسانية التي تعنينا في أي شيء وكل شيء،  هواجسنا الانسانية ومشاكلنا واحلامنا.

كنت في لجنة التحكم في حفل اطلاق افلام التخرج لطلاب جامعة الكفاءات، وكذلك شاهدنا أعمال طلاب الجامعة اللبنانية في أفلام قصيرة، هل برأيك يدرسون كل المواد التي يحتاجون اليها لتخولهم للانطلاق في العمل المرئي والمسموع. وما كان رأيك بأعمالهم؟

أكيد، كوني أشاهد افلامهم وأتابع المهرجانات أشعر أن هناك أفكار مهمة كثيرة يجب أن نشجعهم كما يوجد مواهب جيدة جداً.

ماذا ينقصهم برأيك؟

ربما الفرص.

ماذا ينقص الدراما اللبنانية؟ البعض يقول الكتاب؟ أنت ماذا تقولين؟

أصلاً، لست متابعة لاكون ناقدة، لكن أشعر كل ما نقوم به فنياً ان كان دراما أو سينما أو مسرح يجب أن يعنينا كانسان في هذا المكان، يحكي عنا وبحقيقية وبصدق.

لاي ممثلة تصفقين؟

لا يوجد ممثلة واحدة هناك كثر، هناك اشخاص اكبر مني سناً، لذا، لا أستطيع أن أحصر الممثلات بممثلة واحدة.

سميرة اوشانا

(الهديل)