الفالنتين في لبنان: حكاية قديس أم حكايات ليومٍ واحد؟

جميعهم يحتفلون ولكن الاغلبية تجهل حقيقة وتاريخ هذا اليوم، فما هي حقيقة قصة فالنتين؟

قد يصلح هذا اليوم ليكون يوم العائلة مثلاً، فتذهب العائلات لتصلي وتطلب من القديس فالنتين أن يحميها من أي شر.

 تقول الرواية أنه:” في آواخر القرن الثالث، وفي إحدى المقاطعات الرومانية،  كان هناك راهب شفاف القلب اسمه فالنتين، يشجع الشباب على الزواج، إلا أن هذا الأمر كان يثير غضب الامبراطور كلوديوس الذي كان يعتقد أن المتزوجين غير قادرين على أن يكونوا جنوداً أقوياء، فتراهم يفضلون البقاء قرب زوجاتهم وأطفالهم على الاستبسال في ساحة الحرب. من هنا قرر منع الزواج في مقاطعته بينما الراهب فالنتين كان يزوج بالسر كلما جاءه شاب وفتاة، ولكن عندما علم الامبراطور كلوديوس بأعمال فالنتين الزواجية، ألقى القبض عليه وذلك في 14 شباط.

 بعد موته، تم تقديس فالنتين وأدخل في سجل المسيحية باسم القديس فالنتين، وبما أن روما أصبحت مسيحية فيما بعد، غيّر الكهنة العطلة الربيعية من 15 شباط الى 14 شباط وسمي بيوم فالنتين. ويقال أن فالنتين عندما كان في السجن وقع في غرام ابنة السجان العمياء، وبقوة حبه وايمانه استطاع أن يشفيها من العمى. قبل موته وقبل أن يؤخذ الى حتفه بعث لها برسالة وداع كتب فيها من فالنتينك  “From your Valentine”

هذه هي قصة حياة فالنتين باختصار، لكن، في لبنان كيف يحتفلون بهذا العيد؟

يسمونه “عيد العشاق” ، “عيد الحب” على الرغم من الأحداث المأساوية التي حصلت في هذا التاريخ.

وعلى الرغم من الذكرى الأليمة التي يتذكرها الشعب اللبناني في هذا اليوم، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

وعلى الرغم من الدخان الأسود الذي غطّى سماء لبنان في ذلك اليوم.

إلا أن اللون الارجواني الفاخر، الذي يعود اكتشافه الى حقبة تاريخية يفتخر بها أحفاد الفينيقيين،  بدأ يغطي السوق اللبناني قبل موعد اللقاء الغرامي بنحو شهر، حيث تصبح الوردة ذات اللون الاحمر أغلى ثمناً من غيرها، والوسادة الحمراء أكثر طلباً من غيرها، والقلوب المتشابكة تغزو المحلات التجارية مذكرةً الناس بضرورة الحب والوئام على الأقل في هذا اليوم.”

ماذا يعني لكم “عيد الحب”؟ سؤال طرحته على بعض المواطنين من مختلف الأعمار، فكانت أجوبتهم متفاوتة:

أنجي: 23 سنة أجابت:” عندما أكون مجتمعة مع أهلي وأصدقائي سعيدة وفرحة ونتبادل الأخبار المسلية، وتكون صحة الجميع بخير، يكون هذا اليوم بالنسبة الي فالنتين.”

جورج 36 سنة قال:” جميل جداً لكنني لم أحتفل به ولا يوم في حياتي لانني كنت أختلف مع صديقتي مع اقتراب هذا اليوم، ضاحكاً: حظ ما في…”

بسام 54 سنة:” ما يزعجني الوجه التجاري لهذا العيد، وهذا اليوم لا يجب أن يكون ليومٍ واحد انما يجب أن يعيش الانسان بمحبة مع الجميع طوال أيام السنة.”

سامية 42 سنة:” على الرغم من أنني سعيدة بحياتي الزوجية، وكل أيام السنة نعيش الحب بكل معانيه (الله يديم الوفق)، إلا أنني أصر على أن نتبادل الهدايا في هذا اليوم، بصراحة، أنا أحب أن يهديني في هذا العيد، وأعلق أهمية على هذا الأمر، ما تقوليلي عقلي صغير…”

ناجي 24 سنة:” تصوري انو ما روح اسهر مع صديقتي بليلة الفالنتين، بنفقس…”

كيف يتحضّر أصحاب المحلات التجارية على أنواعها لهذا اليوم المليء بالمشاعر والأحاسيس؟

يقول ايلي صاحب احدى محلات الهدايا articles cadeaux :” كما كل الاعياد والمناسبات، ننشط مبدئياً قبل العيد بأسبوعين على الرغم من أن البعض يزيّن واجهته بالأحمر قبل نحو شهر، مبددئياً، يكون الاقبال على الهدايا في اليومين الاخيرين،  حيث يكثر الطلب على الورد وال peluche .

أما فيما يتعلق بمحلات الألبسة، فالواجهات تخلع عنها الكساء الشتوي لترتدي حلةً جديدة أكثر جرأة، osé  تصاميم  خاصة للمناسبة.

أما محلات اللانجري، فحدّث ولا حرج، طبعاً اللون الاحمر هو السيّد والطاغي على الواجهة، وبكل جرأة، هذا هو المطلوب “ونحن نلبي طلب الزبائن” قال صاحب المحل.

ولا ننسى الملاهي الليلية التي تكون قد حجزت الأماكن فيها قبل أسبوعين، واذا لم تحجز راحت عليك.

كذلك الفنانون، إن كانوا من الصف الاول أو اذا كانوا فنانين صاعدين، فتتم العقود معهم لهذه الليلة، ليلة الفالنتين،  فتكثر أغاني الحب في خلال السهرة، والأجواء الرومانسية تطغى على المناخ العام، ليختار عشاق السهر حفلتهم المفضلة أو فنانهم المفضل، أي فنان يوحي بالحب أكثر من غيره، اليسا، كارول سماحة، هيفا، نوال الزغبي، وائل كفوري، راغب علامة أو غيرهم وغيرهم… كل هذه التحضيرات لليلة واحدة فقط، لسهرة واحدة فقط، قد تتكرر وتستمر العلاقة لتصبح أبدية، أم من منطلق لازم نسهر ولو… ثم السلام وبخاطرك…

سميرة اوشانا