الدكتور زاهي الحلو وكارول معماري: علاقة متينة بين الداء والدواء

عندما تجتمع مهنة الطب مع مهنة الصيدلة قد ينتج عنهما كمال مهني، لكن عندما تكون الهوايات مشتركة لا بد أن يصبح الكمال صفةً بواكب العلاقة الزوجية.

في منزل آل الحلو جمعنا الدكتور زاهي وزوجته كارول بلقاء عائلي بوجود كافة أفراد العائلة من الجد والجدة الى العم والاحفاد،  فإن دلّ على شيء فعلى مفهوم العائلة اللبنانية الاصيلة، التي أصبحت نادرة.

من هناك تفوح رائحة المحبة والحنان  في كل أرجاء المنزل. على الرغم من نمط ومظاهر الرفاهية التي بدت في أركانه، إلا أن هذا الامر لم يلغ لا التواضع ولا الإلفة ولا المحبة  الموجودة.

صحيح أن كارول تعمل لكن الاولوية هي لزوجها وأولادها الثلاث (3 صبيان بياخدو العقل).

وصحيح أن الدكتور زاهي طبيب ونعرف تماماً أن وقته ليس ملكه، إلا أنه يحيط عائلته بالأمان الذي يوفره لها. وصحيح أنه محاط بالنجمات فترة تحضير مهرجان “الموركس دور” إلا أن زوجته بالنسبة اليه هي اجمل الجميلات.

لنبدأ باللقاء الاول كيف تعارفتما؟

د. زاهي: كوني أنا طبيب وكارول تعمل في شركة أدوية  الى جانب مهنتها في الصيدلة، وبما أن مندوبي الأدوية يزورون الأطباء،  دائماً فهناك علاقة عمل بين الطرفين، لذا، اللقاء الاول كان في العيادة.

يرن الهاتف،  يتوقف للاجابة على أحد مرضاه، نوقف التسجيل

يعتذر: تعلمين لا نستطيع ألا نجيب. هذه هي مهنة الطبيب. يتابع: لذا قامت بزيارتي وهكذا تم التعارف في العام 1999 لكننا تزوجنا في العام  2004. بعد أن نضجت العلاقة وكنا قد أصبحنا مستعدين لتكوين العائلة.

ما الذي لفتك في كارول هل مهنتها التي هي قريبة من مهنة الطب أو جمالها ورقتها؟

مبتسماً: كلها على بعض، صحيح أن المظهر الخارجي مهم لكن الاخلاق والطباع والانسجام في العلاقة أهم، الى ذلك، التقارب المهني الذي يجمعنا لا سيما أن والد كارول أيضاً طبيب لذا، هي تتفهم مهنة الطبيب أكثر من غيرها، لأنها تتطلب المزيد من الوقت خارج المنزل، كما هو معلوم أن وقت الطبيب ليس له.

هل كنت تبحث عن زوجة تتفهم مهنتك؟

لأ، لكن يجب على زوجة الطبيب أن تتفهم متطلبات المهنة، فأحيانا يأتيه اتصال ليلاً ويضطر لترك المنزل والذهاب الى العمل في حالةٍ طارئة.

كارول ما الذي لفتك في الدكتور زاهي؟

ثقافته وصدقه وعفويته وحبه للعائلة، كل هذه العوامل وجدتها مشتركة بين أهله وأهلي فالتربية نفسها. وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة الي، نشكر الله أننا نعيش ضمن عائلةٍ من دون مشاكل.

لديكم ثلاثة أولاد؟

صحيح، ريكاردو 10 سنوات وماتيو 7 سنوات وانجلو سنتين ونصف.

ماذا أخذ الاولاد من كليكما؟

ريكاردو ولد مثقف جداً يحب المطالعة ويتميّز بالمعلومات العامة، لا شك أن أجواء المنزل تؤثر، كذلك ماتيو وكلاهما يعزفان على البيانو، أما أنجلو فلا يزال صغيراً

ما هي الهوايات التي تجمعكما؟

يجيب الدكتور زاهي: الرقص والموسيقى، نتقن العزف على البيانو، فنحن نتمتع بأذن موسيقية، نعرف جيداً أن نميّز بين الأشياء الجميلة عن الآخرى أو الكلمة الحلوة عن الرديئة وهذا مهم جداً. كذلك في السينما، كنت أتابع كل الافلام التي كانت تعرض في دور السينما منذ صغري حتى انني شاركت في مسابقاتٍ سينمائية وفزت بالجوائز الاولى، فلدي معلومات قوية في هذا القطاع، كذلك اولادنا لديهم شغف متابعة السينما والتلفزيون.

أي نوع من الر قص تمارسان؟

، ونلنا جوائز في هذا النوع من الرقص. Danse de salon

هل من الممكن أن تشتركان في برنامج  

Dancing with the stars?

يبتسمان: لا نعلم. يتابع: بالاضافة الى الرقص والموسيقى أحب السفر كثيراً وممارسة الرياضة والسباحة لكن لسوء الحظ  ضيق الوقت لا يساعدنا كثيراً لممارسة هوايتنا.

غالباً ما تقومان بزيارة البلدان سوياً؟

مقاطعاً: ليس دائماً، فانا اسافر كثيراً لمتابعة المؤتمرات الطبية التي تعقد، لكن مرة في السنة نقوم بسفرة تجمع كل أفراد العائلة.

قمتما بزيارة بلدان عدة أي بلد رأيتما أنه يشبه لبنان؟

يجيب ريكاردو  الابن الاكبر سناً والذي كان ملازماً لوالديه طوال فترة المقابلة: فرنسا.

د. زاهي مبتسماً: اسبانيا أيضاً نحبها فهي قريبة الى لبنان قمنا بزيارتها مؤخراً.

بما أنه لديك شغف بالسينما هل كان هو السبب لإنشاء جائزة الموركس دور؟

انا وفادي منذ صغرنا نتابع كل ما له علاقة بالفن من أغانٍ أو مسلسلات أو أفلام سينما ولم يقتصر ذلك على المشاهدة فقط، بل كنا نحفظ، فنحن نتمتع بذاكرة قوية. لذا، هذا الأمر جعلنا مع الوقت أن نفكر بانشاء جائزة “الموركس دور”.

تتدخل كارول لتقول: كما أي شخص كذلك الطبيب او غير ذلك لديه نوع من الهواية يعمد لتطويرها لتصبح فيما بعد انجازاً او حدثاً، كذلك زاهي وفادي استطاعا من خلال خبرتهما أن يطورا هذه الهواية لتصبح حدثاً سنوياً يكرمان من خلاله هؤلاء العظماء.

يتابع د. زاهي: نحن نتقن أي شيءٍ نقوم به نهتم بكل التفاصيل ونعمل بشغف.

ايضاً اتصال هاتفي آخر للدكتور زاهي فنوقف التسجيل

كارول كزوجة، في فترة التحضير لهذا الحدث الذي كما قلت أصبح عالمياُ، ما هو دورك وكيف تستطيعين المساعدة في هذه الفترة أتصورها ضاغطة؟

أريد أن اقول لك بصراحة، تبدأ التحضيرات قبل 4 أشهر من تاريخ الحفلة، يتغيّب زاهي كثيراً تجدينه غارقاً في العمل، أحاول في هذه الفترة أن أنسق كي أكون قريبة من الاولاد بصراحة،  السيدة مهما كبرت وتقدمت في مهنتها في النهاية البيت والعائلة والاولاد والزوج هم من اولوياتها، لذا، أحاول قدر المستطاع أن أنسق بين كل هذه الأمور. فيما يتعلق “بالموركس” لا استطيع المساعدة كثيراً لكنني أقف الى جانبه وأدعمه، غالباً ما تعقد اجتماعات هنا في المنزل زاهي وفادي يهتمان بكل الامور بدءّا من الاستقبالات الى الكلمات التي تلقى، يشرفان على العمل أكثر من اعطاء الآراء لأن لجنة التحكيم هي التي تقرر نحن ننظر من البعيد لا أكثر ولا أقل.

يتابع د. زاهي: تتم اجتماعات لجان التحكيم هنا في المنزل والدتي وكارول كانتا تهتمان باستقبالهم، عدة اجتماعات عقدت، اجتماع لجان الموسيقية لوحدها والدراما لوحدها.

كل عمل تحت الاضواء تلاحقه الشائعات، أين أنتما منها وكيف تردان عليها؟

الشائعات كثيرة لكننا بصراحة لا نرد عليها لأننا تعبنا، فالشجرة المثمرة ترشق بالحجارة. نحن نعمل بضمير وكل اللجان تشهد على ذلك وهي تتضمن أسماء كبيرة وموثوق بها. هناك أشخاص يتمتعون بالموضوعية يعرفون أنه ليس ضرورياً أن ينالوا الجائزة كل سنة وهذا أمر جميل، فأنا أقول دائماً يجب أن نفرح لنجاح غيرنا.

أي أعمال تابعتما خلال شهر رمضان؟

لم نستطع المتابعة لأننا سافرنا الى اسبانيا، لكن شاهدنا مقتطفات من “د. زاهي: تشيللو”، و”24 قيراط” و”أحمد وكريستينا” و”قلبي دق”، المسلسلات تظلم في هذه الفترة لأنها تعرض في الوقت نفسه يجب إعادة العرض لهذه الأعمال لكي ينال كل عمل حقه.

لفتني مسلسل “بنت الشهبندر.”كارول:

على ماذا تختلفان؟

على امور ثانوية بسيطة، أحياناً على ديكور المنزل أو اللباس هو نقد أكثر من خلاف، نتناقش في البداية ثم نتفق على رأي مشترك.

د. زاهي، يبدو انك تحب الاكل، ما هو الطبق المفضل لديك؟

كبة قرنبية أحب المطبخ اللبناني والايطالي والفرنسي والسوشي، لا مشكلة لدي مع الأكل.

هل تحبذ أن تكون الزوجة امرأة عاملة ؟

من المستحسن أن تعمل شرط ألا تكون مقصرّة خصوصاً من ناحية الاولاد والاهتمام بهم، إذا كان العمل سيؤثر على مسؤولياتها المنزلية من الأفضل ألا تعمل إلا اذا استطاعت أن توفّق بين المسؤوليتين العملية والمنزلية لست ضد ذلك بل أشجعها.

كارول هل توفقين بين المهمتين؟

أحاول قدر المستطاع التوفيق بين الاثنين، وهذا واضح من خلال النتائج الدراسية التي يحصلون عليها الاولاد.

ونشكر الله عليه، وجود أهلي في البيت والاولاد ليسوا لوحدهم.avantage د. زاهي يستدرك:

ما هو رأيكما بالزواج المختلط بين الطوائف؟

د. زاهي: لست ضده اذا لم يخلق مشاكل عائلية، فعندما لا يكون الاهل موافقين من الافضل تجنب هذا الأمر، لكن، يجب ألا تقف الطائفية حاجزاً أمام الحب.

كارول: أنا بصراحة رأيي يختلف في هذا الموضوع، مع الاشارة أن كل شخص يمارس ايمانه حسب معتقداته، فالمسيحي هو مسيحي منذ ولادته وليس فقط على الهوية كذلك المسلم، وجميعنا نعبد الله، لكن المشكلة هي أنهما لا يشعران بها في بداية الزواج لكن بعد أن يكبرالاولاد  لذا، من رأيي يجب اختيار الشخص المناسب وأن يكون هذا الأمر من الاولويات بأن يكون الاثنان من الطائفة الواحدة فهذا أفضل.

ما هو رأيكما بالزواج المدني؟

د. زاهي: برأيي أنه يشجع على الطلاق، بصراحة لست ضده، لكنني أفضل الزواج الديني.

كارول: كذلك الأمر، أفضل الزواج الديني.

ظاهرة العنف الأسري تتوسع، برأيكما كيف يجب مكافحة هذا الأمر للحد منه؟ وما هي أسبابه؟

د. زاهي: يجب على الشخص المعنّف ألاّ يسكت عن الموضوع وعليه أن يبلّغ وألا يخاف من أي ردة فعل.

كارول: عندما لا تتمتع المرأة باستقلالية مادية لا تجرؤ على التصدي للزوج الذي يعنّف، لكن عندما تعمل المرأة  وتتمتع باستقلالية مادية وشخصية قوية تستطيع مواجهة زوجها حتى لو وصلت الى الطلاق اذا كان هذا الحل لكي ترتاح من الحياة الكئيبة التي تكون تعيشها. لكننا لا نستطيع نكران ان هناك أسباب جعلت هذا الشخص عنيفاً، الاجواء العائلية التي يكون قد نشأ فيها عامل مهم لتكوين شخصية هذا الانسان.

د. زاهي: دور التربية العائلية أساسي حتى أحياناً نرى إمرأة معنفّة من قبل زوجها وكلاهما مثقفان ولا تجرؤ على التبليغ عنه لأنها تخاف منه، لذا، لا يجب أن تخاف ولا يجب أن تسمح له بالسيطرة عليها، كما هناك حالات نساء يعنفن رجالهن.

كارول: لكن لم نر بعد رجل توفي جرّاء تعنيف المرأة لها.

كارول، اين يعجبك أكثر د. زاهي كطبيب أو في الموركس دور؟

في الحالتين وفي المنزل ايضاً لأنه أب مثالي،

C’est un bon papa

أرى فيه صفات مشتركة لدى والدي كلاهما يوليان الاولوية للعائلة والاولاد. كما يحب امومتي فأنا

Maman poule

هذه من النقاط المشتركة بيننا ومنها ننطلق في الحياة.

أين أنتما من الغيرة؟

كارول: سأكون صريحة وهذه المرة الاولى أقولها، في بداية زواجنا كنت أعاني من بعض الغيرة، ولم أكن أظهرها لزوجي كنت أحتفظ بها لنفسي، لكن بعد 12 سنة من الزواج ولا مرة تبين لي أنه غير أهل للثقة.

برأيكما ما هو تأثير فارق العمر بين الزوجين؟ وما هو سر نجاح الزواج؟

د. زاهي: أنا اشعر أن الانسجام والتفاهم هما أفضل الشروط لنجاح العلاقة الزوجية، وأهم مقوماته أن تتقبلي الآخر بأخطائه وحسناته وأن تكوني منفتحة أكثر والابتعاد عن خلق مشاكل بسبب أمور ثانوية والوفاء في العلاقة الزوجية أمر مهم، أما بالنسبة للعمر فهذا أمر ثانوي اذا كانا متفاهمين.

كارول: الصدق والوفاء هما أساس نجاح العلاقة ومنهما ينطلقان وعليهما أن يكونا قد تعارفا على بعضهما جيداً قبل الارتباط، أكيد هناك أمور كثيرة تكتشفينها بعد الزواج لكنني لست

perfect

ولا هوكذلك.  كلنا لدينا أخطاء لكن يجب أن تكون الصراحة قائمة بين الطرفين وألا ينام الشخص على أخطاء الآخر. في النهاية هو زوجي وحبيب قلبي ان شاء الله كون أنا مرتو وحبيبة قلبه للأبد.

اكيد، نلاحظ أن نسبة الطلاق الى تزايد، ما هو السبب برأيكما، الطمع؟ عدم القناعة؟

كارول: صح، أصبحت الفكرة رائجة، لأقل سبب يذهبان الى الطلاق لم يعد أحد يتحمل أخطاء الآخر، الفكرة أصبحت رائجة يفضلان الانفصال على العيش مع سوء تفاهم مستمر، كما ان الاغراءات ونطاق الحرية أصبحا أوسع.

د. زاهي: يا محلا الطلاق مقارنةً بالاشخاص الذين يعيشون معاً شكلياً في حين لكل واحد حياته الخاصة، وهم كثر.

سميرة اوشانا

(الهديل)