التسوق عبر الانترنت: بين متطلبات العصر و الثقة المفقودة

ليس وحده الاعلام الالكتروني هو الذي حدّ من وظيفة الاعلام الورقي وقلل من أهميته، انما التسوق الالكتروني بدوره اصبح المنافس الاخطر للمحال التجارية.

وكأن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه العالم لم يكن كافياً لضرب القطاع التجاري، فجاءت موضة التسوق عبر الانترنت لتحدّ من سلطة أصحاب المحلات التجارية لا سيما تلك الباهظة الثمن، التي تحسب مع كل قطعة ثمن ايجار المحال وما يتتبعها من مصاريف. ما أدى الى إغلاق بعضها، وذلك بعد تفضيل البعض من المستهلكين شراء ما يلزمه من الانترنت.

فاليوم أصبح التسوق الالكتروني مقبولاً من قبل الكثيرين على الرغم من تردد فئات من اعتماده. بعد أن كان قد لاقى الرفض من فئة كبيرة من المستهلكين.

لكن، على الرغم من التسوق عبر الانترنت الذي يعتبر من المفاهيم الحديثة، الا أن له سلبياته، ما يخيف البعض من التعرض للاحتيال او السرقة، لذلك، يتعامل الكثيرون مع التسوق الالكتروني بحذرٍ شديد.

و مع كل الخدمات التي يقدمها ومن بينها توفير الجهد والوقت لا سيما للاشخاص الذين   يعملون خلال النهار أو الليل  و لا يجدون الوقت الكافي للتسوق،  ويفضلون عدم  التنقل على طرقاتٍ تعاني من أزمة السير التي غالباً ما تعاني منها شوارع المدينة لا سيما  خلال فترة الاعياد. فيوفرون الجهد والوقت وبأسعار منافسة. الا أن هذا التسوق لم يحصل بعد وكما يجب على ثقة المستهلك.

أما الاسباب التي تعيق عملية التسوق عبر الانترنت وتجعل المستهلكين يفضلون التسوق في المحال التجارية، فهي الرغبة برؤية المنتج وتجربته والحصول على المنتج فوراً على عكس التسوق الالكتروني الذي يتطلب وقتاً.

وفي هذا السياق سؤال طرحناه لفئة من الشباب والصبايا حول التسوق عبر الانترنت: كثيرون أجابوا بنعم للأدوات  المنزلية او الديكور مع تخوف من جودتها،  لكنهم لا يتحمسون  لشراء الثياب لان غالباً ما تكون القياسات غير مطابقة، فيقعون بمشكلة الاستبدال، كما أن البعض لا يحبذ كثيراً هذا النوع من التسوق لانه يتطلب وقتاً للحصول اليها قد تصل الى حد الشهر او الشهرين.اذاً، يعتبرحالياً التسوق الالكتروني من اكثر الطرق الحديثة تأثيراَ على القطاع التجاري العالمي، حتى بات يهدد بانحسار التسوق التقليدي الذي يكلف المستهلك جهداً ووقتاً وحتى مالاً.

الا أن التسوق التقليدي لا يزال مطلب الكثيرين فهو بمثابة الترفيه عن النفس والتسوق يعتبر متنفساً للسترس “الضغط النفسي” الذي يعاني منه المواطن،  فعند التسوق والتنقل من محلٍ الى آخر يبتعد الانسان عن مشاكله اليومية حتى لو أراد أن يدفع ثمنها.

ستيفاني اسطفان