YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG_6969

لم تكن تعرف كريستيان أن تخلف بسام عن موعد “سباق الرالي” كان سيجمعهما الى الأبد. اللقاء الاول كان ميدانياً في تغطيةً لحدثٍ بيئي، فكانت نظرة وابتسامة ودردشة ومواعيد…

صحيح بالنسبة لبسام أن أجمل هدية تلقاها من زوجته هي كريستيان نفسها أما هي فكانت هديته لها أغلى ما لديها: نيكولا، جويا- ماريا، يوهان و ماتيو.

لا هوايات مشتركة بينهما والتنافس المهني قائم على أشده، فهما خطان متوازيان إلا أنهما التقيا وألفّا عائلة.

لم نبدأ الحوار قبل أن نستمع الى عزف جويا على آلة البيانو وعلى مسمع من استاذها المؤلف الموسيقي ايف لحود.  

بين أحضان الطبيعة الهادئة وأنغام موسيقى راقية كان هذا اللقاء من منزل كريستيان جميّل وبسام ابو زيد.  هي بدبلوماسيتها المعروفة وهو بحنكته الاعلامية استطاعا أن يؤلفا ثنائياً متفهماً لخصوصية الآخر.

مع الثنائي الاعلامي جميّل وابو زيد على الرغم من رغبتي في الابتعاد عن المهنة وشجونها الا أن صاحبة الجلالة لم تأب ان يرفع التاج عن رأسها فرضت نفسها بقوة في الاسئلة والاجوبة.

 IMG_6960

لنبدأ من اللقاء الاول كيف تعارفتما؟

بسام: كنا في مهمة تغطية صحافية لحدث يتعلق بالبيئة في مجلس الوزراء الذي كان قد اتخذ مبنى الجامعة اللبنانية في منطقة المتحف كمقر له في ذلك الحين…

كريستيان: كنت  أعمل في مجلة “الماغازين” واهتم بكل ما يتعلق بsocio-politique ، وكان وزير البيئة حينها سمير مقبل…

يتابع بسام: شاهدتها  وتحدثنا واخبرتني أنها ستغطي “سباق الرالي” قلت لها سأمر وآخذك ونذهب سوياً.. لكنني لم آت على الموعد…

كريستيان: كنت ولا أزال لا أهتم لأي شخصٍ معروف، بل من طبيعتي التقرب من الأشخاص المغبونين حتى في نطاق عملي، وهذا، ليس غريباً عني لانني كنت ناشطة في الصليب الاحمر ومناضلة للحق.  لكن ما لفتني في بسام وطنيته، وفي حدثٍ آخر التقيت بمصور صديقٍ قلت له ” قل لصديقك باسم تعمدت ألا ألفظ اسمه صح كي أظهر انني غير مبالية، يجب أن يتحلى الاعلامي بالمصداقية سلملي عليه وقل له ألا يكذب على الناس” لقد أغاظني حينها لأنني انتظرته ولم يأتٍ فاضطررت ان أطلب تاكسي.

  • انا وبسام كنا دائماً في منافسة مهنية فهو لم يكن يعطيني معلومة كي لا انشرها قبله

بسام ما الذي لفتك في كريستيان؟

في البداية طبعاً الشكل ثم شعرت أنها مهضومة ولا تزال، لكن بعد أن تحدثنا لاحظت اتساع وعمق تفكيرها خصوصاً انها كانت تعمل في مجال الصحافة ايضاً، وانت تعلمين لا أحد يستطيع أن يفهم هذه المهنة إلا من كان له علاقة بها ويعمل فيها.

تتدخل كريستيان لتقول: انا وبسام كنا دائماً في حالة منافسة مهنية ، عندما تعرفت عليه قال لي ستتعبين كثيراً اذا تزوجتني، قلت له احببت طريقة تفكيرك ويهمني أن أحافظ على صداقتك، لانني لكنه كان جدياً في قراره.

بالاضافة الى انه اعلامي، بسام هو وجه تلفزيوني ويتميّز بطلةٍ جميلة، أين أنت من الغيرة؟

كريستيان: بالنسبة الي، مفهوم العلاقة بين الشخصين تتخطى الغيرة، طبعاً كنت أغار كأي إمرأة لكن لا مكان للغيرة العمياء بيننا، أنا أكثر إمرأة في لبنان احترمت خصوصيات زوجها، غالباً ما كان يسهر مع أصدقائه كنت أترك له هذه المساحة من الاستقلالية. لكن التنافس المهني موجود فهو لم يكن يعطيني معلومة كي لا انشرها قبله.

بسام: طبعاً، اشعر بالغيرة لكن انا من النوع الذي لا يعبّر، وهي تشعر متى أغار. لكن الغيرة العمياء كما ذكرت كريستيان لا وجود لها بيننا لان الثقة موجودة فهناك روحانية معينة وعقلانية تتميّز بهما كريستيان.

كريستيان: المرة الوحيدة التي غار فيها كانت منذ 16 سنة، وكان القصاص ان نمت على الكنباية.

بسام، حالياً انت رئيس نادي الصحافة، ماذا ستقدم من جديد واين دور كريستيان في مهمتك؟

IMG_6988

لا أنكر فضل الزميل يوسف الحويك ولكن بدوري سأحاول إنجاز أعمال جديدة ولا أريد أن أفشل في هذه المهمة. أريد أن أن اترك بصمة يتذكرني بها الصحافيون ، هناك أمور كثيرة اريد القيام بها. نحن كصحافيين يجب أن نكون مؤثرين في هذا المجتمع وألا نكون ” قاعدين على جنب”. علينا أن نحمي هذه المهنة من الدخلاء ليس كل من حمل مسجلة أو كاميرا او وضع plaque  على سيارته أصبح صحافياً، يجب أن يكون لدينا كيان يدافع عنا. أما كريستيان فتستطيع بدورها ان تساعدني من خلال الافكار التي تتميّز بها.

كريستيان: أدعمه معنوياً، لكنني أفضل أن يكون بسام في المكان الذي هو فيه لوحده لانه عالمه، أنا أحب أن أكون الجندي المجهول علينا أن نحمي الصحافة من النوعية.

  • لم نمض وقتاً سوياً تستطيعين ان تعتبريننا “عرسان جداد”

رأينا بسام كمراسل، مذيع اخبار، مقدم برنامج حواري وحالياً رئيس لنادي الصحافة، أين وجدته نجح أكثر؟

كريستيان: هو انسان مبدع بأفكاره وفي الوقت نفسه رجل ميدان بكل معنى الكلمة يعرف ايصال الرسالة بالكامل، لذا أبدع كمراسل. كذلك، في الاقسام الاخرى نجح. وأكثر ما لفتني صوته الإذاعي. كما نجح ايضاً كمقدم برنامج لأنه يعرف ايصال الرسالة الى الصغير والكبير، وهذا اجمل ما لديه.

بسام: أنا أحب كثيراً مهمة “المراسل” هي أجمل شيء، ترين في الخارج ريبوتر في عمر ال60 ويبقى يمارس مهمته بنجاح لانه في النهاية مهنياً  الصحافة هي خبرة ومصادر المعلومات التي تملكينها فتصبحين مرجعاً. هذا هو سر نجاح هذه المهنة. أحب  تقديم البرامج وإذاعة الأخبار انما هذه الأخيرة تساهم في تأمين الشهرة بطريقةٍ اسرع إلا أنها لا تحتاج الى الجهد الذي يحتاج اليه المراسل.

كريستيان: أما بالنسبة لمنصبه الجديد كرئيس نادي الصحافة، فهو كأي شخص زرع وجمع فأصبح في المنصب الذي يليق به وأراه في منصب نيابي أكثر من وزاري علماً أنه يحب الوزارة أكثر.

يعلّق بسام  قائلاً: صعبة الاثنين، بس اذا صرلي ما بقول لأ.

ماذا لو كانت كريستيان من غير خطك السياسي، هل تتقبل فكرة الاختلاف السياسي في المنزل الواحد؟

يجيب بسام من دون تردد: لا مشكلة، فهناك آراء متعددة لا نلتقي عليها..

كريستيان: انا العكس، كنت سأحاول أن أقنعه أو على الأقل غيّرت 50% من قناعاته، “زغزغت نيتو” أنا شاطرة في ذلك، إلا أننا من الخط نفسه.

IMG-20150520-WA0036

هل من هوايات مشتركة؟

كريستيان: هواية جديدة تعلمتها حديثاً منه وهي drink مع سيكار، نحن خطان متوازيان نختلف كثيراً في الهوايات والطباع،  لكن السياسة جمعتنا. أنا أحب البحر  بينما هو يحب السير في الطبيعة.

IMG_7002

عندما تكون المرأة في مركز نافذ، هل هذا الأمر يقرّب العلاقة أو العكس؟

بسام: أنا سعيد جداً لان كريستيان تعمل وما تقوم به جميل وهي تنجح في عملها، لأن اذا كانت هي مرتاحة جميعنا نرتاح. وأنا مع المرأة العاملة، خصوصاً أن الرجل لم يعد باستطاعته ان يتحمل أعباء العائلة لوحده، بل الاثنان يتقاسمان ويعملان سوياً. والأكيد أن المرأة تتعب أكثر لانها تهتم بالاولاد والامور المنزلية، الا أنني ضد أن تبقى داخل الجدران الاربع.

    • أرى بسام في منصب نيابي أكثر من وزاري علماً أنه يحب الوزارة أكثر

كريستيان: لا شيء يسعدني ويرضيني الا اذا شعرت انني منتجة وفعّالة، بعد 13 سنة من العمل الاعلامي أنا حالياً أعمل كمستشارة استراتيجية في الشؤون السياسية والاعلامية مع الاستاذ أحمد الأسعد ، نعمل على الأرض مباشرة إجتماعياً وسياسياُ لنكون فعّالين في المجتمع، على سبيل المثال نعمل لتقديم البديل للشباب الذين يعيشون في  البيئات الحاضنة للارهاب، وذلك من خلال تنويرهم واقناعهم بأن الحياة جميلة. صحيح أن اسم بسام ساعدني لكنني تعبت حتى وصلت الى هنا وأنا لا أحب أن تطلب المرأة مساعدة من أحد بل تحقق نفسها بنفسها، لكنني أكرر أنه لولا دعم بسام المعنوي لي هذه السنة لم كنت انطلقت. هذا ليس المركز الوحيد الذي وصلت اليه لكنني لم أستطع الاستمرار لان المرأة في لبنان ليست مثل الرجل.

IMG_6980

ما هو رأيكما بالعنف المنزلي الذي نلاحظ أنه الى تزايد وليس الى الانحسار؟     

بسام: هو موجود منذ زمنٍ بعيد وليس حديثاً، لكن الاعلام حالياً يضيء عليه أكثر، في النهاية هذا الأمر يعود الى الاشخاص الذين يعيشون سوياً وبطريقة تعاطيهم مع بعض وحسب التربية التي تلقوها، جيد أن يكون في لبنان قوانين وجمعيات لحماية الانسان ككل. يجب بذل الجهود  للوصول الى الحد الأدنى منه.

كريستيان، بما أنك ناشطة اجتماعية – سياسية، هل من خطة عمل للحد من هذا العنف؟

صحيح، أن العنف الى تزايد بسبب التدني في الاخلاقيات وبمفهوم الانسان ولاننا نعيش في دولة ” لا دولة فيها” لا يوجد سقف والمجرم طليق، وشريعة الغاب هي السائدة. الشعوب مثل الاولاد من دون رئيس يعني لا يوجد هيبة دولة. انطلاقاً من هنا، من لديه ميول اجتماعي – نفسي نحو العنف لا يجد رادعاً له يمنعه، والخطة التي نعمل عليها للحد منه هو ما نحن بصدد القيام به أي تنوير الشعب وإظهار ما معنى القرن 21 ، واعطائهم البديل لهؤلاء الذين لا يجدون  الا العمل في الدعارة او القتل او السرقة وأحياناً قد يكونوا مظلومين فيصبحون ظالمين، الى ذلك، العقلية بأكملها بحاجة الى ” نفضة”، وشعوب الشرق الاوسط دموية الى حدٍ ما والاعلام لا يظهر الا هذه الصورة لانه من المواضيع الاكثر مبيعاً في حين الدنيا بعدها بألف خير.

IMG-20150514-WA0001

تأثير الاهل على الاولاد أمر طبيعي، ماذا أخذ اولادكما منكما؟

بسام: جويا دائماً تسألني عن الاحداث وتطورها، نيكولا يحب الرياضة وهو يشبهني يتمتع بليونة في التعاطي مع الآخرين ووقت الجد يأخذ القرارات الحاسمة.

كريستيان ضاحكة: جويا أخذت مني الصوت المرتفع، بالاضافة الى انوثتها الا انها تتمتع بحضورٍ قوي،  وأتصور أنها ستمارس مهنة الاعلام لانها تتابع نشرات الاخبار، نيكولا مطلّع يتميّز بثقافة عالية  أما ماتيو فحول ويوان مفكر ومثابر.

IMG-20150520-WA0025

ما هي أجمل هدية تلقيتها من بسام؟

4 هدايا: نيكولا، جويا، ماتيو ويوان، أجمل ما أعطاني اياه.

بسام: اجمل هدية هي نفسها كريستيان.

بحكم مهنتك زرت بلدانٍ عدة، أي بلد أعجبك أكثر؟

بسام: لا أستطيع أن أعيش إلا في لبنان. مؤخراً سافرنا سوياً أنا وكريستيان الى نيويورك.

كريستيان: ضمن النشاط الذي أقوم به وبناءً لطلب الفريق الاميركي بالقاء كلمة لي، شعرت انه من المستحسن أن يكون بسام الى جانبي،فأستمد منه القوة.

هل تتابعان البرامج التلفزيونية؟

كريستيان وهي تضحك: نشاهد Discovery البارحة رأينا  أفعى تأكل الضفدع.

IMG-20150520-WA0031

ماذا عن السينما؟

كريستيان: انا اشاهد كل الافلام اللبنانية التي تعرض في دور السينما وأشجعها، لدينا نجوم ونجمات نفتخر بهم. تقنعني نادين الراسي واحب عفوية ماغي ابو غصن. تتابع: ”  نختلف في امور عدة، ولم نمض وقتاً سوياً تستطيعين ان تعتبريننا “عرسان جداد”، عندما تزوجنا كان بسام في بداياته المهنية وكان متلهياً في عمله.

يبدو أنكما تهتمان بالموسيقى، أي نوع يستهويكما؟

بسام: استمع الى صباح فخري القدود الحلبية وسيّد مكاوي وبعض أغاني أم كلثوم..

كريستيان: أنا أستمع الى الأغاني الأجنيبة والالحان الكلاسيكية وأحياناً أغلق الباب والنوافذ وارفع صوت الموسيقى وأرقص معها.

IMG-20150520-WA0026

 تشجعان اولادكما على تعلم الموسيقى؟

كريستيان: الموسيقى تثقف وتهذّب الروح كان بودي أن يتعلموا العزف على الكمنجة لكنها آلة صعبة.

  • بالاضافة الى أن كريستيان بارعة في فن الطبخ هي إمرأة جدية وتتمتع بروح الدعابة في الوقت نفسه

 

هل كريستيان تجيد فن الطبخ؟

بسام: على الرغم من نشاطاتها إلا انها بارعة في فن الطبخ وكل ما تصنعه طيب خصوصاً “الملوخية”.

كريستيان: بما أنني إمرأة معطاءة، عندما أطبخ لعائلتي أشعر بسعادة.

IMG_6997

سميرة اوشانا

(الهديل)

اقرأ الآن