“وين كنتي” صراع عائلي بين الاب والابن وزوجة غير بريئة

هوية المسلسل:
الاسم: وين كنتي
الكاتبة: كلوديا مرشليان
المخرج: سمير حبشي
المنتج: مروان حداد ( مروى غروب)
الممثلون: نقولا دانيال، ريتا حايك، كارلوس عازار، جان قسيس، جويل داغر، رندة كعدي، جناح فاخوري، انطوانيت عقيقي، آن- ماري سلامة، طوني عاد، علي الزين، نبيل عساف ….

المكان هادىء والمنزل من الخارج يوحي بالامان ولكن داخل الجدران عقدة ذنب وغضب وأسى وحزن وحب حرام. قبل البدء بتصوير المشهد رقم ( 35) الذي يجسد كل هذه الوقائع والاحاسيس، تقترب مني راشيل سعد المنتجة المنفذة لتفاجئني بتعليمات المنتج بألا أفضح ديكور التصوير… لكن سرعان ما حلت المشكلة بعد اعطائي المخرج سمير حبشي الضوء الاخضر بتصوير ما أشاء…
في الوقت الذي ساد فيه الصمت لبدء تصوير المشهد الذي يجمع جناح فاخوري وجان قسيس تسللت الى كواليس الغرفة الخاصة بالممثلين فوجدت كارلوس عازار يراجع نصه، وانطوانيت عقيقي تعتني بمكياجها الخبيرة سارة حنا ، ليتهيأ كلاهما لتصوير المشهد رقم ( 9).
في هذا المكان حيث صوت السيشوار يختلط مع أصوات الممثلين واخصائية التجميل ومصفف الشعر،
اقتربت من كارلوس ليسمعني وقلت له: قال لي المخرج أن أبدأ بالتحدث معك.

كارلوس: يللا اعطيني 10 دقائق بكون معك.
حاملاً معه فنجان قهوته يقترب من ال cheminée : اجلسي أنت أنا سأبقى واقفاً.
أخبرني عن دورك.
” ألعب دور شابٍ فقد والدته وهو لا يزال صغيراً، يعتبر نفسه أنه هو سبب وفاتها لذا، يرافقه الشعور بعقدة الذنب طوال حياته، فيرفض أن يحل أي شخصٍ آخر مكانها… يتزوج والده من امرأة أخرى وهنا يبدأ الصراع. هذه او ل مرة ألعب دوراً من هذا النوع، أحببته كما أحب العمل مع سمير حبشي فهو بالاضافة الى كونه استاذي يحاول أن يجمع بين اللغة السينمائية والتلفزيوينة كما يعمل على ادارة الممثل والنص معاً ويعرف جيداً مفاتيح الممثلين ويشدد على اظهار ممثليه بطريقةٍ ممتازة.
لعبت دور البطولة في “سولو الليل الحزين” هل أعجبتك طريقة ايلي برباري التصويرية؟
في اماكن نعم وأخرى استغربتها قليلاً لكن هذا اسلوبه الخاص، لا تستطيعين مناقشة المخرج بطريقته في العمل. وعندما يكون العمل بعيداً عن المألوف قليلاً، تجدين أناساً تؤيده وآخرين يرفضونه.
ما هو رأيك بما صرح به المخرج سيف الدين سبيعي، بقوله أن الممثل اللبناني ليس جيداً و “ع قد حالو”؟
أنا أحترم وجهة نظر كل شخص وسيف صديق عزيز لكنني على يقين أنه لم يكن يشمل الجميع، ربما كان يتحدث عن بعض النماذج لا يحبها، كما بالنسبة الي، هناك نماذج لبعض المخرجين لا تعجبني. ولا يعني اذا كان هناك بعض الممثلين السوريين جيدين أن جميعهم كذلك، لأن هناك أيضاً ممثلين ومخرجين في سوريا لا يتحلون بالكفاءة.
ماذا لديك بعد “وين كنتي” ؟
مسلسل مؤلف من حلقات منفصلة يروي قصص بوليسية تتخللها جرائم وتحقيقات وقضاء. وقد تم اختياري لأكون انا الممثل الوحيد من لبنان، اؤدي فيه دور مدير أعمال نجمة تتهم بقتل زوجها.
يقاطعنا صوت مساعد المخرج شربل شديد: شباب بدنا ننزل نصور المشهد، الكل صارو جاهزين؟

المشهد يجمع كارلوس عازار، جناح فاخوري وجان قسيس.
صوت سمير حبشي: يللا حاضرين .. رواء
كارلوس: لحظة بدي البس “هالكيس الجنفيص” يقصد بها جاكيت، رح شوّب كتير فيا.
حبشي: يللا البسها، بتشوّب؟ والله برد تخايل انك ما عم بتشوّب يللا. عندما تنتهي اعطني اياها سأرتديها.
كارلوس يرتدي الجاكيت
حبشي: يللا حاضرين، تاغ، كاميرا، مشينا.
وهكذا تتم البروفات ثم تصوير المشاهد ثم ” كلوزات”

للانتقال الى المشهد الثاني، يجب تغيير الديكور ونقل وجهة الكاميرات، هذا هو الوقت المناسب للتحدث مع مخرج العمل سمير حبشي الذي هو الثالث خلال سنة مع مروى غروب. بعد ابرياء ولكن .. ثم أحمد وكريستينا الذي عرض ايضاً على شاشة ال MTV بعد عرضه الاول على NTV واليوم ” وين كنتي” الذي سيعرض على LBC .
هلا أخبرتنا عن قصة هذا المسلسل؟
القصة ليست جديدة، بالمبدأ تحكي عن رجل مسن في السبعين يتزوج امرأة تصغره سناً في العشرين، تولد حالة حب بينها وبين ابنه الذي هو من سنها .”.
وكأنها رواية مكسيكية؟
هناك خطوط عديدة واسعة ومتتشعبة، صحيح ان القصة سبق وحصلت  مرات  عديدة لكن كثيراً ما تتردد حالياً في لبنان وسوريا، ألم تسمعي اخبار الاسبوع الماضي دخل رجل الى غرفته فوجد زوجته وابنه معاً قتلهماً ضرباً بالعصا. لذا، هذه القصص غالباً ما تحصل في الحياة، النص غني جداً يسلط الضوء على حياة شخصيات ومشاكل الناس، كما سيكتشفون لماذا نسرين أي (ريتا حايك) اغرمت بهذا الرجل المسن وتزوجته ايضاً لديها قصة موجودة في مجتمعنا.

الممثل بيار داغر قال “لوكنت صحافياً كنت سأقول لبعض الممثلين روحو قعدو بالبيت” أنت كمخرج هل قلتها لأحدٍ او لمن تقول ذلك؟
اسمعي، لا شك نحن في العالم الثالث والفوضى تعم الدولة والشركات الخاصة، كما هناك ما يسمى “بهواتيسم في المهنة” كذلك الأمر بالنسبة للصحافيين ثلاثة ارباعهم يجب أن يلازموا بيوتهم، انهم يشبهون بعضهم، على الصحافي ألا يحكم بالسيف بل عليه أن يعطي رأيه، واذا كان مهنياً وكان نقده بناءً، سيستمع الناس اليه ويتعلموا منه، دور النقاد مهم جداً في صناعة الدراما والسينما، فهم صلة الوصل بين المشاهد والمبدع، وذلك بالعمل على ايصال رأي الناس بالمبدع واقناع الناس بوجوب فهم هذا الأخير. كما ان هناك اشخاص دخلاء في التمثيل والاخراج والكتابة ونقاد دخلاء ليست مهنتهم، بالنتيجة كما ذكرت لك نحن في عالم ثالث. واذا اعترفنا أننا في هذا العالم نكون قد وصلنا الى مكانٍ جيد وعلينا أن نسعى لكي نطور ونحسّن أنفسنا على جميع الصعد في الصحافة والتمثيل والاخراج والانتاج.
نلاحظ ان شركات الانتاج تستعين بوجوه جديدة، هل لسببٍ مادي أو لاكتشاف مواهب جديدة؟
هذا يحصل في كل العالم، هناك سيناريو نجري الكاستنغ لاختيار الشخص المناسب للدور المناسب احياناً تبحثين عن شخصية لا تجدينها بين الممثلات فتبحثين عنها في الشارع اذا استطعت ان تصنعي من ابن الشارع ممثلاً فهذا عمل جيد.

بعد “وين كنتي” ماذا لديك من جديد؟

اعمال عدة لم أقرأها بعد أريد أن اختار من بينها، 4 احتمالات لشهر رمضان عملين مع مروى غروب وآخر مع محطة لا أريد تسميتها الآن، وعمل آخر مع شركة جديدة وعمل مع اونلاين برودكشن.

عودة لتصوير مشهدٍ آخر يجمع العائلة غير السعيدة.
وقبل الانتقال الى مشاهد الليل، وفيما كان النقيب والممثل جان قسيس يأخذ قسطاً من القيلولة، ايقظته منها معتذرةً عن ازعاجه، لكن دوره مهم في هذا العمل كونه المربي لولدي شقيقة زوجته. ولا بد من دردشة صغيرة:
النقيب جان قسيس مسترخٍ على الكنبة، بقدر ضل هيك شوي؟
اكيد خود راحتك المهم أن تخبرني عن دورك؟
دوري أسعد في هذا المسلسل عديل رمزي ( نقولا دانيال) وصديقه في الوقت نفسه، وهو ايضاً لديه مشاكله فأسد متزوج لكن ليس لديه أولاد لذا يعتبر أن جاد وجينا (كارلوس عازار وآن– ماري سلامة) بمثابة ولديه، لأن زوجته (جناح فاخوري) هي التي ربتهما بعد أن توفيت والدتهما، أسعد هو موظف عادي متهم بأنه ” نسونجي شوي”، لكنه يحب زوجته.
كيف نسونجي ويحب زوجته؟
متهم بذلك، خصوصاً من قبل ليندا (انطوانيت عقيقي) شقيقة زوجته المفحلة، يختلف هذا الدور عن الدورين اللذين لعبتهما في “أبناء وقتلة… الذي كان ايضاً يحمل اسم اسعد، ودوري في أحمد وكريستينا، كلاهما يتطلبان الدقة والاحساس بينما هنا فيتضمن مواقف انسانية.
كأنك تقول أنك راضٍ عن دورك في أبناء وقتلة واحمد وكريستينا، أكثر؟
طبعاً، لأن الممثل اذا كان يتمتع بقدراتٍ يتمنى أن يلعب أدواراً صعبة

استراحة قصيرة فترة الغداء، تدخل جناح فاخوري المطبخ وتشعل سيجارة، حيث الكلام مسموح ولا أحد يقول لنا silence.
ما فهمته من المشهد أنك تلعبين دورة خالة كارلوس عازار.
نعم، توفيت والدة كارلوس وأن ماري غرقاً وهي تحاول انقاذ ابنها…
لهذا، يشعر دائماً بعقدة ذنب.
صح، وأنا سيدة متزوجة ليس لدي أولاد، فتوليت أمر تربية ولدي شقيقتي، تتطور الأحداث وتقع مشاكل فأسعى لمعرفة الحقيقة. دائمأ الأدوار المشابهة تعطى لي لكنني أغيّر اللون في تأديتها لأخرج من الروتين، فالممثل يتمنى ادواراً معينة، لقد لعبت عدة شخصيات من شريرة الى انسانة طيبة، احياناً ثرية واخرى فقيرة لعبت كل هذه الادوار لكنك كممثلة تتمنين أن يكتب لك احد شيئاً لاخراج المزيد مما لديك. من ناحيةٍ أخرى، لقد لعبت على خشبة المسرح الذي أفضله مع مروان نجار ونبيه ابو الحسن وشوشو كما لعبت مؤخراً دوراً في فيلم سينمائي سأعرف ردة الجمهور بعد عرضه.
ورداً عن سؤال حول تقلص الطلب على الممثل الذي يتقدم في السن تقول: ” لا أعرف لماذا يفكرون في الدول العربية أن البطلة يجب أن تكون صبية، في حين هناك مسلسلات نفذت لكبارٍ في السن، أنا احمّل الكاتب مسؤولية هذا الأمر.

وأخيراً انتهت انطوانيت عقيقي وأصبحت جاهزة للتصوير دردشة صغيرة معها تضفي الى الموضوع النكهة التي تتميّز بها شخصيتها المرحة.
تقول عن دورها، اسمي ليندا تتميّز هذه الشخصية بالحالة الخاصة والفريدة التي تلعبها بظروفها المختلفة، أشعر بمتعة في لعب هذا الدور ولا سيما أن العمل يفرحني مع مخرجٍ يتابع الفنان والشخصية بأدق تفاصيلها الأمر الذي يساعد الممثل ويريحه، فالمخرج سمير حبشي فنان له الفضل الكبير باختيار الشخصيات المختلفة التي لعبتها في الآونة الأخيرة. كما هي فرصة رائعة أن ألعب دوراً من كتابة كلوديا مرشليان التي يبدو أنها أخذت ملء وقتها لكتابة هذا الدور، طبعاً المنتج مروان حداد لا ينتظر مني أن أتحدث عنه، لكن كل الاعمال التي كانت معه كانت ناجحة وجميلة.
هل شاهدت فيلم ” شي يوم رح فل”؟
نعم، مثل فيه زوجي طوني عاد لقد أحببته وتمتعت بمشاهدته.
ماذا تفعلين لو نسيت جملتك أثناء التصوير؟
لا مشلكة في ذلك عندما نصور للتلفزيون، نعيد تصوير المشهد، لكن المشكلة مع المسرح. بدك تدبري راسك.
والآن حان الوقت لتصوير مشاهد الليل.
المشهد يجمع انطوانيت عقيقي وجناح فاخوري، وآن – ماري سلامة، وجان قسيس وكارلوس عازار

تصل ريتا حايك وتسرع نحو غرفة المكياج لتحضر نفسها للمشهد الليلي:
أخبرينا عن دورك ريتا: ألعب دور فتاة تدعى نسرين هي من عائلة فقيرة كان يضربها والدها وهي لا تزال طفلة، هي فتاة معذبة لكنها قوية عادت وحصّنت نفسها، تغرم برجل في سن والدها. لكننا سنكتشف أن نوع الحب أبوي وهو ما فقدته، تصبح علاقتهما معلنة لعائلته وهو لديه ولدان ابنه من عمرها فيولد نوع من الشغف مع الابن، فيحصل صراع بينها وبين العائلة. تضيف: هذا من نوع الادوار الذي لم ألعبه من قبل، سبق ولعبت دور امرأة جريئة وقوية لكن تختلف عن الجرأة التي اعتادت الناس أن تراني فيها على المسرح فالجرأة هنا مصدرها حب محرّم. العودة الى التلفزيون مع مروى غروب ومع سمير حبشي مع هكذا نص لكلوديا مرشليان لم يكن باستطاعتي أن أطلب توليفة أفضل من هذه. وهذا اول عمل كبير لي نتحدث عن 70 حلقة في دور البطولة لقد أثبت نفسي مسرحياً، وكان على بالي أن تكون هذه فرصتي لأثبت نفسي تلفزيونياً.

يتابع فريق العمل تصوير ما تبقى من
مشاهد لهذا اليوم الطويل الذي ربط نهاره بليله، لأتركهم يتابعون عملهم الفني المرتقب، مرفقة بانطباعٍ ايجابي لما شاهدته بدءّا من الدقة لدى المخرج في ادارته للممثل الى الانسجام بين فريق التقني والممثلين.
أتوقع عملاً درامياً رائعاً يمس شريحة واسعة من المجتمع يوضع على لائحة الاعمال اللبنانية الناجحة.

جوي هاني مع المخرج سمير حبشي: سمير حبشي يقول: سأجعل منها نجمة .. حطيها….

سميرة اوشانا
( مجلة الهديل)