YOUTUBE
Twitter
Facebook

من “أعمال شاهد الأصلية” ينطلق على “شاهد” مسلسل “عرّابة بيروت” حيث تدير المدام جولييت أحد أقدم وأشهر أندية السهر في بيروت خلال حقبة الستينات من القرن الماضي. وفي ذلك المكان المُبهر بأجوائه الراقية واستعراضاته الفنية والغنائية، تدور خلف الكواليس أحداث لعبة السلطة والنفوذ والمال والعلاقات التي ترأسها المدام جولييت معتمدةً في إدارة امبراطوريتها على فتيات جنّدتهن في خدمة أهدافها الغامضة ومشاريعها الضبابية، إلى جانب رجل قوي متعدد المهام، مسؤول عن أمن المكان وحماية كل من يقصده ويعمل فيه.

العمل من بطولة نور الغندور ومهيار خضور وجوليا قصار  ونادين الراسي وجيسي عبدو وكارول عبود وعمار شلق ورودني الحداد وبديع أبو شقرا ورولا بقسماتي ورندة كعدي وغبريال يمين وإيلي متري وآخرين.  قصة مازن طه ونور شيشكلي. وإخراج فيليب أسمر.

نور الغندور

“أقدم شخصية كاميليا وهي فتاة بسيطة من عائلة متوسطة الحال، كانت تعيش حياة طبيعية إلى أن  تعرّضت لموقف ظالم ما اضطرها للهرب وترك عائلتها وأهلها وبلدها خوفاً على حياتها التي كانت مهددة بسبب العادات العائلية والتقاليد الاجتماعية. هكذا قررت كاميليا السفر إلى بيروت حيث احتضنتها مدام جولييت في ملهى “أولد بيروت”. وتضيف نور الغندور: “علاقة كاميليا بجولييت أشبه بعلاقة الابنة بوالدتها، فمدام جولييت هي السند لكاميليا والحامية لها إذ تمنحها ما افتقدته في عائلتها.” وفي الجانب العاطفي، ترتبط كاميليا بـ عمار، وتجد فيه الأخ والأب والرفيق والعمود الذي تستند عليه في حياتها. فهو يعاملها باحترام وعطف ومحبة ويدرك بأنها فتاة طيبة ومظلومة وموهوبة.” وتستطرد نور الغندور: “فتيات “أولد بيروت” يقدمن استعراضات موسيقية وغنائية متميزة ويبهرن الحضور، ولكن ما أن تُسدل الستارة وتنطفئ الأضواء، تظهر المعاناة التي تعيشها كل فتاة والألم الذي تختزنه في ذاكرتها أو في حياتها الشخصية، وهذه طبيعة الفن عموماً منذ نشأته سواءً أكان في الستينات أو في أيامنا الحالية، فوراء الوجوه الضاحكة التي تبعث الفرح في الناس قد تختبئ شخصيات مظلومة أو مكسورة.” وتختم نور الغندور: “العمل يتضمن الضحكات والدموع، والمعاناة والفرح، فالنص مكتوب بطريقة مبدعة والحبكة فيه عفوية وتصاعدية مع كل حلقة لدرجة تجعلك غير قادرٍ على انتظار الحلقة المقبلة.”

جوليا قصار

تقدم جوليا قصار دور عرّابة بيروت جولييت التي تصفها قائلة: “تدير جوليت ملهى ليلي عريق وراقٍ يحمل اسم “أولد بيروت” ويمثّل بالنسبة لها كل حياتها. وتضيف: “نتيجة زواجها من شخص متنفّذ في البلد، تمكنت جولييت من الحصول على قدر كبير من السلطة والنفوذ لدرجة مكّنتها من تغيير مجرى الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والمالية في المدينة.” وحول التركيبة النفسية للشخصية، تقول قصار: “وراء القسوة والسلطة التي تظهر بهما أمام الناس، تخبئ مدام جولييت نوع من الحب والعاطفة لكل من يحيط بها وخاصة الفتيات اللواتي يعملن لحسابها في الملهى.” وتستطرد قصار: “لكل شخص متجبر نقاط ضغف، ولمدام جولييت عدة نقاط سنتعرّف عليها خلال أحداث العمل الذي يدور في حقبة الستينات من القرن الماضي، والتي تذكرنا بمدينة بيروت المزدهرة التي لُقّبت آنذاك بـ سويسرا الشرق، حيث كانت تضج بالحياة وتستقطب مختلف الجنسيات خلال مرحلة ما قبل الحرب الأهلية.”

نادين الراسي

توضح نادين الراسي أنها تلعب شخصية مي، وتضيف: “يحمل العمل رسالة اجتماعية رائعة مع جانب موسيقي غنائي لطالما رغبتُ في تقديمه، فالموسيقى موجودة في دماء عائلتنا حيث تربّينا على وتر العود ونمتلك الأذن الموسيقية المرهفة.” وتستطرد نادين: “قدمتُ في العمل ثلاث أغنيات صعبة منها مثلاً أغنية لـ فرانك سيناترا، وقمنا بتسجيل تلك الأغنيات بشكل احترافي في الاستوديو .. كل تلك العناصر وغيرها جعلتني متشوقة للانضمام إلى العمل وفريقه الرائع.” وحول شخصية مي، تقول نادين: “تؤمن مي بالحب والحياة والمسؤولية والعائلة، ولكن للأسف يخيب أملها في كثير من الأمور التي آمنت بها، وهذا شأن عدد من الشخصيات النسائية التي تظهر في المسلسل، وكذلك في الحياة التي نعيشها عموماً.”

بديع أبو شقرا

“ألعب دور عمار، وهو شخص قوي وقاسٍ جداً، تعرض لقصة في حياته أشبه بالمأساة. وهو يعمل في “أولد بيروت”، حيث يدير الملهى بدقة متناهية كما تدور عقارب الساعة. فهو مسؤول عن كل ما يجري من تفاصيل إذ يستحيل أن يحدث أي أمر خارج عن علم أو سيطرة عمار.. هذا إلى جانب المهام الأمنية بما في ذلك الترتيبات الخفية التي تدار من تحت الطاولة، وهو معني بشكل مباشر عن الحفاظ على جو ومظهر “أولد بيروت” ليس فقط كمبنى بل هو مسؤول كذلك عن أمن مدام جولييت ومصالحها وكذلك أمن وراحة الفتيات اللواتي يعملن لديها، لذا يدير عمار بنفسه عمليات صعبة ومعقدة جداً.” ويضيف: “بالنسبة لـ عمار فإن كاميليا هي الفتاة التي تسببت بفوضى في المعادلات التي يدير حياته على أساسها، أي أنها قلبت حياته رأساً على عقب إن جاز التعبير.” وحول المدام جولييت يقول بديع أبو شقرا: “جولييت هي العرّابة التي تختصر بشخصيتها سيطرة الطبقة الأرستقراطية على المجتمع في تلك الحقبة من الزمن. فهي تجمع في “أولد بيروت” جميع الشخصيات المسيطرة في البلد والواجهات الرأسمالية والسياسية. ولكن خلف كواليس المسرح والاستعراضات الموسيقية والفنية المبهرة، تدير جولييت عملياتها التي تسعى من ورائها لتحقيق أهداف لا ترتبط بالفن أو بالأجواء التي يقدمها “أولد بيروت” لزوّاره.” ويختم أبو شقرا: “أحببت أن أكون جزءاً من هذا العمل، إذ قلما تتطرّق الدراما إلى هذه الحقبة الزمنية وأحداثها العميقة بهذا القدر من الشفافية، فالمسلسل يعكس مقدار التأثير الذي تحمله أحداثه على الحياة الاجتماعية ليس فقط خلال الستينات، بل حتى في حياتنا المعاصرة”.

اقرأ الآن