YOUTUBE
Twitter
Facebook

 

كتبت سميرة اوشانا

كان يكفيها قرار ادراج كنيسة سيدة لبعا الأثرية على خارطة المواقع السياحية الدينية من قبل وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، ليكون لهذه الخطوة وقعاً ايجابياً على البلدة، عندما دعا رئيس بلديتها فادي رومانوس  بالتعاون مع موقع Association Avec Expat الصحافيين الى جولةٍ سياحيةٍ لإكتشاف تاريخها ومعالمها الأثرية.

“نيال لبعا فيك، رئيس”، سمعها رومانوس مراراً هذا اليوم من الكثيرين بعد الاطلاع على مشاريعه التنموية والانسانية في هذه القرية التي نفضت عنها غبار الارهاب وحلت مكانه خدمة المواطن.

بدا ذلك، في اول زيارةٍ قمنا بها الى مركز كاريتاس (بيت جورجيت وحنا رومانوس) الذي يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، فكان في استقبال الاعلاميين رئيس المركز الاب جهاد فرنسيس الذي شرح بعد ترحيبه بالحضور دور المركز والتقديمات الصحية التي يؤمنها لمرضاه. ثم عرض فيلم مصور عن المركز منذ نشأته.

ثم كانت كلمةً لرئيس البلدية السيد فادي رومانوس قال فيها “الكل يعلم أن منطقة جزين فيها الكثير من المعالم السياحية بدءًا من دير مشموشي لكنيسة كفرجرة الى ماريوحنا في كرخا وكنيسة بسري العجائبية. ”

وأضاف : “على الرغم من معاناة هذه المنطقة فترة الاحتلال الاسرائيلي بسبب كونها خط تماس، إلا أن إرادة العودة لبلدتنا للعيش والبقاء فيها كانت الاقوى لاننا نعتبرها ارضاً مقدسة بعدما وطأتها اقدام السيد المسيح خلال زيارته مدينة صيدا وصور، والتي كانت  بمثابة رسالة لنا لنرسخ جذورنا في هذه البلدة عبر وضع كل امكاناتنا في انشاء مشاريع استثمارية تشجع وتساند  أهلنا على البقاء والاستمرار، لذلك نعمل على تحسين وتطوير كل ما من شأنه تدعيم بقائنا”.
كما شكر رومانوس وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري الذي لم يستطع مشاركتنا  هذا اليوم بسبب وفاة عمته مع تقديم عزائنا الى معاليه، وشكرنا الكبير الى راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمار ولوزير السياحة وليد نصار لقراره وضع كنيسة سيدة لبعا ضمن خارطة  المواقع السياحية في لبنان وفي اوروبا، وشكر جميع الإعلاميين لتلبيتهم دعوته للتعرف على الاماكن السياحية ليس فقط في لبعا بل في كل منطقة جزين”.وختمت هذه الزيارة بشهادات لبعض الاهالي لحالات اولادهم الذين يعانون من صعوبات تعليمية  وتحسنت بعد التحاقهم بالمركز.

بعد ذلك انتقل الجميع الى كنيسة سيدة لبعا “يلي بيفوت على هالكنيسة، العدرا ما بترده خائب، بتحققله طلبه” هذا ما قاله رومانوس عن هذه الكنيسة التي بدت غالية على قلبه، للصحافيين. وأضاف:”نحنا ما عم نعمل شي العدرا هي يلي عم تعمل”.

جملة “بتنقل لعنا” سمعها رومانوس من غالبية الصحافيين الذين رافقهم في هذه الجولة السياحية والاستكشافية بامتياز.

ممثل راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمار المونسينيور الياس الأسمر،  الذي كان ينتظر الوفد الاعلامي في الكنيسة  تحدث للوفد الاعلامي عن تاريخ الكنيسة وقال:”
شيدت هذه الكنيسة في العام 1885 ، وكان زارها المطران يوحنا الحلو الذي كان نائباً بطريركياً على ابرشية صور وصيدا سابقا سنة 1805، ولكن الوجود المسيحي في هذه المنطقة يعود لسنة 1732 وما قبل، لأنه وبحسب سجلات المدرسة المارونيه في روما سنة 1732 هناك ثلاث طلاب ارسلوا من هذه البلدة هم نقولا شلهوب  ومخايل شلهوب وايضاً بولس شلهوب المعوش،  وبعدها طلب المجمع اللبناني في عام 1736 ان يكون هناك كنائس بكل اقاليم الابرشيات، خاصة في ابرشية صور وصيدا.”

ورداً على أسئلة الصحافيين قال “لقاؤنا السياحي اليوم  هو لمناسبة ادراج كنيسة سيدة لبعا على الخارطة السياحة الدينيه في لبنان والعالم. وبالطبع هذا الحدث السياحي كان بهمة المطران مارون العمار بالتنسيق مع رئيس البلديه فادي رومانوس وجهود وزير السياحة وليد نصار.”

وأضاف:” نعمل لعودة ابناء البلدة بعد التهجير، وذلك من خلال إقامة نشاطات روحية وثقافية وترفيهية الى جانب الانشطة التي تبادر بها البلدية.”
وختم قائلاً:” لبعا هي بلدتكم وستبقى ملتقى بين مدينتي صيدا وجزين اللتين تكملان بعضهما البعض، فجزين هي مصيف لأهالي صيدا ومدينة صيدا هي  ملاذ أهالي جزين في الشتاء”.

قبل الانتقال الى المحطة الثانية من الجولة ، تم زرع شتول باسماء الإعلاميين في حديقة محمية المطران ابراهيم ابراهيم في البلدة.

استكمل الاعلاميون جولتهم الاستكشافية للمعالم الاثرية والدينية للبلدة مع رومانوس، منهم سيراً على الأقدام ومنهم في وسيلة النقل “التوك توك”  نحو دير راهبات السلام ، حيث تحدثت الأخت سونيا عن الدير قائلة:” أول ارسالية لنا كانت في عمشيت في العام 1931  في لبنان، وفي العام 1982 في لبعا لكن لسوء الحظ تركنا في مرحلة الحرب والتهجير، لكن في العام 1991 عدنا لتحقيق رسالتنا الرعوية بالتعاون مع الكنيسة، كما سنتعاون مع رئيس البلدية بمشروع انساني مع رئيس البلدية للمسنين.”

بعد كلمة الاخت سونيا تطرق رومانوس الى مشكلة غياب الكهرباء وقال:” ثماني بلدات في قضاء جزين، محرومة من الكهرباء وبينها لبعا، بينما الأحراش في جزين موصولة بالكهرباء ونحن نسهر ليلاً على ضوء الشمعة، في جزين 54 بلدة تنعم بالكهرباء فيما البلدات الثماني فقط هي المحرومة”. وتابع: “كذلك نحن محرومون من المياه، وما زاد في الطين بلة سرقة مضخات المياه منذ فترة قريبة”. وفي رده على سؤال عن دور الدولة و”نواب المنطقة” قال: “الدولة تحللت فماذا عسانا نفعل كبلدية؟ لم نترك وسيلة لإيصال الصوت إلا واعتمدناها، لكن من دون جدوى. اجتمع المونسينيور إيلي الأسمر مراراً مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض لكن من دون جدوى، كذلك زرت المدير العام للوزارة كمال حايك برفقة المطرانين مارون عمار وإيلي الحداد، عشر مرات، ولم نسمع الا وعوداً.

ثم انتقل الجميع الى المركز socio-medico الذي اشتراه رومانوس وقدمه للراهبات ويتضمن 3 عيادات طبية لكل الفئات العمرية صحياً، أما اجتماعياً فللمسنين الذين سيأتون الى المركز لتمضية النهار فيه والاهتمام بهم، وهنا قال رومانوس:” الراهبات أردن التضحية، القيمة ليست بما نقدمه مادياً انما بالعمل الذي تقدمه الراهبات للعناية بالمسنين.” وعن مشكلة غياب الكهرباء والمياه في 8 بلدات في قضاء جزين كما ذكر، قال:” انا عندي كهرباء 24 انا فادي رومانوس انا بوزع مياه عندي بئر.”

بعد ذلك زار الوفد الاعلامي مركز البلدية حيث معمل الصابون ، ثم معصرة الزيت  “نقولا فارس واولاده” بجزئيها القديم والجديد المتوارثة من الأجداد الى الأبناء.


بعد الغداء الذي أقيم على شرف المدعوين في دارة بيت رومانوس، انتقل الوفد الى مركزالشباب في مشروع الملاعب البلدية للتعرف على نشاطاته الثقافية والتوعوية لا سيما  البرامج الاجتماعية التي ستقام لمكافحة آفة الادمان على المخدرات لدى الشباب.

ايمان هذا الرجل بالسيدة مريم العذراء صانعة العجائب وتمسكه بأرضه وقريته واصراره على تحقيق المزيد لأهل بلدته لتأمين كل ما هو انساني لسكان بلدته الغالية على قلبه، جعلني أتفاءل بأن لا يزال هناك أشخاص يعملون لبناء الوطن، ولا يكون تشييد الحجر إلا لخدمة البشر.

اقرأ الآن