“صدفة التقينا” تجمع تاتيانا وميشال بعمل رومانسي كوميدي وتعيد مخرج “العاصفة تهب مرتين” الى الانتاج الدرامي

اسم المسلسل: “صدفة التقينا”

كتابة: روكز اسطفان

اخراج: ميلاد هاشم

انتاج: ميلاد هاشم وميشال غانم

الممثلون: تاتيانا مرعب، ميشال غانم، جو معلوف، جوزف عبود، ايلي شالوحي، حسين مقدم، طارق قنطش، باميلا عجيل، ستيفاني عطالله وعدد من الممثلين…

“بكرا نحنا بجونيه كل بعد الظهر اذا فيكي تجي رح يكونو تقريباً كلون هونيك، وبتحكي مع الكل.” هذا ما قاله لي المخرج ميلاد هاشم لدى سؤالي عن مكان التصوير.

كان فضولي كبيرا لاكتشف اسلوب عمل ميلاد هاشم مخرج أهم الاعمال الدرامية ومنها “العاصفة تهب مرتين”، المسلسل الذي انطبع في ذاكرة كل اللبنانيين والذي كان انطلاقة او عودة للدراما اللبنانية التي توقفت قسرا بسبب الحرب في لبنان.

ميلاد هاشم الذي تخصص في أميركا، يعود مجدداً بعد انقطاعٍ طوعي، دام فترةً لابأس بها، إلا ان الشغف المهني الذي يمتلكه ابى الاستسلام للأمر الواقع. وكانت لهذه العودة ضرورة ملحة، بسب كثافة الاعمال الانتاجية وقلة عدد المخرجين الموجودين على الساحة ، ولكي لا تصبح المهنة ملكاً سائباً، على الخبراء الا يتركوا مكانهم للهواة.

في club Class  كانت تاتيانا مرعب جالسة مع صديقتها باميلا عجيل على البار ومعهما جو معلوف وطارق قنطش، ثم يدعونهما الى رقصة ” slow” وهكذا أجواء رومانسية كانت تخيّم على المكان.

من خلف المونيتور يعطي توجهاته المخرج:” لا، يا جو هيك برمت بسرعة، منعيد ابطأ شوي…

خلال الاستراحة، وتغيير المواقع.. حديث عن العمل مع المخرج الذي طلب “كاس ويسكي. لا بد منها.

شو بتشربي يسألني ؟ ويسكي ؟ عصير، قهوة؟

  عصير،لنتحدث قليلاً عن “صدفة التقينا”.

ميلاد هاشم: النص من كتابة روكز اسطفان ومن انتاجي انا وميشال غانم بدأنا بالعمل سوياً وبعد نجاح ثلاث مسرحيات عرضت على خشبة المدارس والجامعات، هذا أول عمل تلفزيوني وهو من نوعٍ رومانسي- كوميدي يحتوي على عناصر الرومانسية والكوميديا  حيث “الهضمنة”  متوفرة لدى الجميع، توفقنا بالممثلين، ونتحدى اذا كان احد “غير مهضوم” معنا كوكبة من الممثلين الشاطرين… هنا في ال “نايت كلوب” نصور المشهد الذي يجمع بين تاتيانا وشاب يلاحقها لكنها مخطوبة لشابٍ آخر وهي فتاة ملتزمة أخلاقياً، تنشأ علاقة بينها وبين ميشال غانم الذي يعمل كأستاذ مدرسة يزور عمه الذي يملك سناك أي (جوزف عبود) وهو قريب من مكتب الاعلانات حيث تعمل “لين” اي تاتيانا مرعب. المسلسل مؤلف من 15 حلقة الا أنه سيمدد له.

عرفناك من خلال “العاصفة تهب مرتين” ثم غبت، أخبرنا عن سبب غيابك.

غبت لانني صدمت، انت تعلمين خلال التسعينات لم يكن أحد سواي في الساحة وأحببت أن آخذ break ، صحيح ان الاستراحة طالت، لكن في النتيجة من لديه شغف وحب وعشق لمهنته لا يستطيع إلا أن يعود اليها بطريقة، عندما سمحت الظروف عدت لمهنتي التي أحبها. وحالياً دخلنا الانتاج أتصور بقوة لان بعد هذا المسلسل، سنبدأ بتصوير فيلمٍ سينمائيٍ الى مشاريع اخرى مسلسلات منها جاهزة للتنفيذ وأخرى قيد الكتابة.

ثم يتابع: أنا ملتزم اجتماعياً ان كان في الماضي وفي الحاضر من ناحية بيئتي ومجتمعي، وبالناس الذين يهمونني وأعيش معهم، هذا بلد يهمنا أمره مشاكله هي مشاكلنا نحن في زورقٍ واحد، من يشم رائحة “النفايات” في لبنان هو الغني والفقير لا فرق بينهما، يوجد التزام في المجتمع ونوع من وعي سياسي، ليس في السياسة مباشرةً التي تصدر في الجريدة اليومية، انما أتحدث عن السياسة من خلال علاقة الناس ببعضها، بين العامل مع رب العمل، أي علاقة الرئيس بالمرؤوس، بهذا الشكل…

بعد هذا الغياب، ما هو الفرق الذي وجدته بين الماضي والحاضر من ناحية الممثلين؟ او العمل الدرامي؟

تغيرت الامور، مثلاً كنا نصور في الاستوديو، وكان يأتي الممثل حافظاً دوره من الاول حتى النهاية، كنا نصور مشاهد عدة من دون توقف.

هل كانت الظروف أصعب؟

كانت منتظمة أكثر، وكان الممثل ملتزماً أكثر اذا بدك، اليوم مع تعدد الاعمال التي تنفذ في البلد، تحتاجين الى مساعد قبضاي وانا معي “تيا مطر” تلميذة NDU . لديها مستقبل لامع،  لهذا السبب كل ممثل يعمل في اعمال مختلفة، هذا ما لم يكن موجوداً في الماضي ، لان الامور كانت محصورة في تلفزيون لبنان والبعض القليل في L.B.C. اليوم المؤسسة اللبنانية للارسال، نازلة بقوة لديها 4 ليال ويشكر بيار ضاهر على هذه المبادرة الجيدة. الذي أخذ على عاتقه عرض 4 ليال في الأسبوع دراما لبنانية هذا الامر مهم جداً.

في ظل تعدد الاعمال مع ممثلين من الصف الاول، اليس تحدياً من قبلك أن تقدم عملاً مع  وجوه جديدة؟ ما هي حظوظ نجاح هذا العمل؟

أكثر مما تتصورين، اولاً من ناحية النوعية، نحن فائزون، فالعمل كما ذكرت رومانسي – كوميدي وهذا النوع قليل في البلد، علماً أنه مطلوب، وقد برهنت في رمضان الماضي ان هذه النوعية من الاعمال كسبت اعلى رايتنغ وخير دليل على ذلك،  ما قدمته كارين رزق الله التي أظهرت ان الجمهور يريد أن يتسلى ويضحك واذا كانت اللعبة ذكية يتمتع بها. أما اذا أردت أن اعمل دراما يجب ان أجد خلطة تختلف عن الذي يطرح. البعض يفكر ان vedette   تأتي بالجمهور، قد يحصل ذلك  في الحلقة الاولى او حلقتين لكن اذا لم يعجب الجمهور المسلسل لن يلحق بالنجم سيغير المحطة.  انا توفقت بالcast  وعادة عندما تتوفقين بهذا الامر تكونين قد حليت 80% من المشكلة، انا مرتاح جداً.

كميلاد هاشم، ماذا أخرجت من الممثلين ميشال غانم وتاتيانا مرعب؟

أنا لا أخرج من الممثل أنا أخرج ال caractere  ، أحداهن لدى سؤالها عن هذا الامر أجابت: ميلاد الهاشم ما يريده، يريد أن يراه على الشاشة. لا أساوم على  caractere  ارى تجانس بين عدة شخصيات، أحافظ عليه بين الممثلين والكاركتيرات التي تلعب.  أنا أعمل على physical directing                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    

يعني تديرين الممثل بجسمه وبحركة وجهه وتعابيره من دون ان تقولي له اعطيني هنا من بطنك.

يبدو أنك تشجع الفئة الشابة؟

معي dop    دانيال شديد وهو مجتهد، هذا اول عمل له، يعمل بجدية وهو لا يساوم، كذلك ريشار خوري مهندس الصوت لا يساوم في اللعبة، دقيق في العمل احترمه لانه يحترم عمله. هذا انتاج مريح.

يتدخل دانيال ليقول: تعلمت الكثير من استاذ ميلاد لانه عتيق ويفهم اللغة السينمائية.

يتابع ميلاد: أي شخص جديد بحاحة لان يسمع ومهم جداً أن يسمع، فامور كثيرة لا يعرفها يصادفها على “البلاتوه” لا تكون واردة في الدراسة.

بدورها مساعدة المخرج تيا تقول: انا أستفيد جداً من الاستاذ ميلاد.

أما ميلاد مقاطعاً قال: تيا منظمة جيدة جداً.

انتلقنا الى زاوية اخرى

تاتيانا تشعر بدوار، تتمدد على الكنبة،

لكنها استطاعت أن تخبرني عن دورها: دوري بنت مهضومة تضحك وتقول (عم بمزح)  تتابع بجدية، العب دور فتاة اسمها “لين”  تعمل في شركة اعلانات تبتكر افكارٍ مميزة وهي مخطوبة لشابٍ يعيش خارج لبنان، أي (جو) في حين تتعرض هي لمواقف الا أنها ترفض، الى أن تتعرف على سام (ميشال غانم).

رايناك في الكوميديا وفي الدراما، اين تجدين نفسك أكثر؟

هنا جمعت الاثنين، والممثل عليه أن يقدم النوعين.

كيف تصفين تجربتك مع المخرج ميلاد هاشم؟

بتعقد، اجمالاً، تجربتي مع كل المخرجين الذين عملت معهم كانت رائعة حتى اليوم، الحمدالله مع الاستاذ ميلاد العمل معه شيّق ورائع وهو شخص مهني professional .

ما الجديد الذي أخرجه منك؟

هو يثق بأدائي، وانا أعطيته ما يريد أن يراه.

هل هناك شخصية تودين لعب دورها؟

صراحة، عرض علي دور أحببته، لا أريد أن أصرّح عنه لانهم لم يبدأوا بتصويره بعد، لكنني رفضته لان التصوير خارج لبنان ، علماً أن الدور رائع جداً.

تحبين المشاركة في الدراما المختلطة؟

نعم، تجربة جميلة لم لأ؟

هل أنت راضية على الاعمال التي قدمتها؟

انا satisfaite  راضية بما قدمته حتى اليوم، ولا مرة قلت يا ريت ابداً، أتلقى عروضات عدة وأنا أختار ما يناسبني، أحياناً أرفض فرصاً تكون خارج ارادتي.

تعرضت لحادث أثناء تصوير احد المشاهد، ماذا حصل بالتحديد؟

كان لدي مشهد على ال Moto ، ويبدو ان الطريق كانت ملطخة بالزيت او المازوت، كنت اريد أن أعود خلفاً فوضعت ال arriere  عندها انزلق ال Moto  فاصطدمت بالسيارة واصطدم وجهي بال vitesse ، نقلت فوراً على المستشفى وتمت معالجتي بقطب 19 قطبة تحت العين، فاضطريت التزام المنزل.

حمدالله ع السلامة.

أما الممثل جو معلوف فيقول عن دوره:” أنه يلعب دور “سليم” لديه شركة مثلجات (بوظة) يأتي صديقه “بودي” ويقنعه بترويج لشركته من خلال اعلان وذلك، لانه يحب الفتاة التي تعمل في الشركة ويريد التقرب منها. ثم يتعرف على نيكول  فتنشأ علاقة حب بينهما. هذا ما يتعلق بالجزء الاول سيكون له جزء ثانٍ ايضاً من 15 حلقة.  هذا النوع من المسلسل رومانسي – كوميدي اول مرة نراه في لبنان، معرف فيه الاميركيون يتميّز بتركيبة سلسة، اول مرة يكتب بهذه الطريقة وينفذ في لبنان.

ثم يتابع ليقول:” ميلاد هاشم صديق قديم عملت معه في أعمالٍ عدة، وهو شخص  professional  يدير الممثل على ال set ، وهذا نادراً ما تجدينه مع المخرجين اللبنانيين مع احترامي للجميع، استاذ ميلاد من هذه الناحية دقيق جداً.

بدوره الممثل  ميشال غانم كان هناك، فقال:” “صدفة التقينا” مسلسل مبني على صدف جميلة تحصل بين أبطال العمل، كما تحصل يومياً مع كل الناس في السوبرماركت او الباركينغ  قصص جميلة  استطاع الكاتب روكز اسطفان أن يجمعها في رواية. وعن دوره يوضح:” ألعب شخصية “سام” أو ساسين وهو استاذ لغة عربية تجمعه الصدفة ب “لين” ومن هنا تبدأ أحداث العمل.

وعن التجربة التي جمعته بالمخرج ميلاد هاشم أكد: انا على ال set  ممثل وهو مخرج وعلى الممثل أن يلتزم بتعليمات المخرج، نحن نعمل عملاً جميلاً جداً واستاذ ميلاد يدقق جيداً حتى في الامور التقنية.

ورداً عن السؤال حول جرأتهم لخوض تجربة انشاء شركة انتاج في هذه  الظروف الصعبة، أجاب:” لا شك إقامة أي مشروع في هذا البلد وفي هذه الايام هو مجاذفة لكن بطبيعة الحال، الانسان لا يستطيع أن يبقى مكتوف الايدي وينتظر حتى تتحسن الاوضاع، نحن مؤمنون بهذا البلد، لذا،  كل ما لدينا من أفكار ومعطيات جديدة نستطيع أن نضيفها على الدراما، كما تعلمين منذ 3 سنوات عملنا سوياً على المسرح، نتج عنها 3 تجارب ناجحة، قلنا لم لا ندخل مجال التلفزيون والسينما وهيك صار.”

وعن  رأيه بالأعمال الدرامية: الله يوفق الجميع، ويكثر الانتاج، هناك أعمال جميلة جداً وأخرى هابطة، أتمنى أن تبدأ الاعمال بمستوى معين وترتفع وهذا ما نسعى اليه.

هل ستنتجون اعمالاً لا تشارك فيها كممثل؟

طبعاً، هناك اعمال ومشاريع عدة، ليس من الضروري ان أمثل فيها كما ليس ضرورياً أن يكون ميلاد مخرجه، نحن نشتغل ونقدم خبرتنا، انا كممثل وميلاد كمخرج نقدم انتاجاً بحتا.”

بالانتقال الى جوزف عبود الذي الى جانب كونه مدير الانتاج يلعب دور “رزوق”  الذي يملك “سناك” فخم ويغرم بامرأة تستغله للحصول على امواله، كان جالساً يراقب، يقول عن هذا الدور الذي أخرجه من النطاق الذي كان يلعبه دائما اي دور الشرير: كان دائما تعطى لي ادواراً كلها شريرة او أكون مجرماً او سفاحاً او تاجر مخدرات، لكن استاذ ميلاد أعطاني هذا الدور “رزوق” كسر القالب الذي كنت موضوعا فيه. وهو دور كوميدي واجتماعي.

وعن كونه ممثلاً سيتفهم الممثلين اكثر كمدير للانتاج، اجاب: “انا معتاد على زملائي سبق وعملت كثيراً كمدير انتاج وكممثل افصل جيداً بين الاثنين والممثلين اخوتي من جهة والانتاج اعطيه حقه من ناحية  مكان التصوير وكل الامور المتعلقة بهذا العمل الذي أحبه.”

في الواقع، لمست أجواءً مريحة في كل زاوية من هذا المكان الذي كان يعمل فيه الجميع بمحبة، فمساعدة المخرج تيا مطر التي كان صوتها صارماً وحازماً على الرغم من نعومة شكلها تقول:” يجب أن تتحلي بالشخصية القوية والا كيف تستطيعين ضبط ال set ، لدينا 40 ممثلاً ويجب أن يكون كل شيء منظماً.” تيا التي تخصصت في ال audiovisual  وتخرجت من ال NDU  سافرت بعد ذلك الى اميركا لتحصل على “الماستر” تقول عن عملها مع المخرج ميلاد هاشم:” أتيت الى هنا لأكتسب الخبرة من استاذ ميلاد وهو يدفعني دائماً الى الامام، ويشجعني.

بدورها أخصائية التجميل ناديا درويش التي سيكون لها مشاركة خاطفة في هذا العمل، تقول عن عملها وعن اذا كان هناك من صعوبات قد تواجهها مع الممثلات: لكل مشهد ماكياجه الخاص، مثلاً ماكياج في النايت كلوب طبعاً يختلف عن ماكياج النهار او خلال العمل. احياناً قد تحب الممثلة أمراً معيناً أحاول تقريب وجهات النظر لكن، في النهاية أعمل ما يليق بها وما يطلبه المخرح وذلك حسب دورها.

قريباً “صدفة التقينا” على الشاشة الصغيرة

سميرة اوشانا 

العربي الجديد)