YOUTUBE
Twitter
Facebook

لمناسبة عيد مار شربل، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس

الإلهي في كنيسة مار شربل في الفنار عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري روجيه سركيس والخوري إيلي مخول، بمشاركة القيّم العام الأبرشيّ الخوري جورج قليعاني والمتقدّم بين الكهنة في قطاع ساحل المتن الخوري بيار أبي صالح والأرشمندريت ساسين غريغوار والخوري أنطونيوس مقار ولفيف من كهنة القطاع، وبحضور راهبات مار يوسف الكرمليّات، والنائب ابراهيم كنعان وعقيلته، والمختار زيدان عون وعقيلته، ورئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى وأعضاء المجلس، ورئيس جمعيّة الكشّاف الماروني روبير أبي خليل، وأعضاء لجنة الوقف والمجلس الرعوي والأخويّات واللجان والكشافة، وعدد من الإخوة والأخوات في جمعيّة “بيتنا” ومرافقيهم، وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

لنتأمّل معًا بحياة القدّيس شربل وبِصَمته. كثيرون يعتبرون أنّ حياة القدّيس كانت صعبة لما فيها من إماتات وتقشّف وصيام. لم يعِش مار شربل هذه الحياة رغبةً بقساوتها، بل أراد بها أن يتحرّر من كلّ ما يمنعه عن الامتلاء من الربّ يسوع. ولا أظنّه اعتبرَها يومًا حياةً قاسية لأنّه كان يعيشها مع الربّ وحبًّا به. فلنتعلّم من قدّيسنا أن نتخلّى عن كلّ ما قد يلهينا عن محبّة المسيح وأن نتذكّر أنّه مهما صعُبَت حياتنا فإنّها حلوة لأنّنا نعيشها مع يسوع الذي يحمل عنّا ثقلها.

– أمّا صمتُ القدّيس شربل فلَم يعشه كغاية بحدّ ذاته، لكنّه صمَتَ لأنّه كان دومًا في حال تسبيح لله الذي كان يراه في الحقل وفي الدير وفي القدّاس. ويا ليتنا نحن أيضًا نتعلّم من صاحب العيد أن نرى الربّ في الإنسان الذي تجاهنا فنمتنع عن الإساءة إليه بكلامنا وبالنميمة وبالانتقاد اللاذع الذي لا خير منه.

وكانت كلمة للخوري روجيه سركيس قال فيها: “معًا نميّز لنلتقي ونفرح” هذا الشعار الذي اتخذه المجلس الرعائي عنوانًا وهدفًا لحياتنا الرعويّة لهذه السنة، وذلك انطلاقًا من المسيرة السينودسيّة التي تعيشها الكنيسة الجامعة. مسيرة تجمع أبناء الله بكافة مواهبهم ومهامهم ورسالاتهم في قلب الكنيسة والعالم. مسيرة تنطلق من إلهامات الروح الذي يساعدنا دومًا على تمييز إرادة الله لكي نبقى كنيسة متجدّدة ومشرقة في عالم اليوم، مسيرة تشدّنا إلى اللقاء ببعضنا البعض وإلى الذهاب أبعد، على خطى ربّنا يسوع المسيح، لكي نصغي إلى إخوة كثيرين متمايزين بأفكارهم وحياتهم وتطلّعاتهم، ولكي نلتقي بوجه المسيح في وجوه إخوته الصغار، أصحاب التطويبات، أي المهمّشين والفقراء والمجروحين. مسيرة نفرح فيها بأنّنا جميعًا، على تنوّعنا وتمايزنا، أبناء وبنات للآب السماويّ.

بإسم أبناء رعيّة مار شربل – الفنار وبإسم أخي الخوري إيلي مخول وبإسمي،

أحمل إليكم يا صاحب السيادة مشاعر الفرح والبنوّة باستقبالكم غداة الذكرى الرابعة لتولّيكم رعاية شعب الله في العاصمة بيروت.

سنوات أربع حملت إليكم ما في جعبتها من الصعوبات والتحديات، ربّما لإستجلاء وسع المحبّة التي تسكن قلبكم وعمق الحكمة التي تختلج عقلكم وصلابة الموقف الذي يترسّخ فيكم.

سنوات أربع أشبه بالعاصفة تخبّط فيها شعب لبنان، ولاسيّما أبناء العاصمة بيروت، ما بين أزمة إقتصاديّة وصراع سياسيّ، ما بين إنفجار المرفأ وغياب العدالة، ما بين ألم هجرة الأبناء وتباعد العائلات، من دون أن ننسى خطر الوباء.

سنوات أربع إلتزمتم فيها، يا صاحب السيادة، بقضيّة الإنسان، كلّ إنسان، فكنتم تسيرون على خطى السيّد الأوّل يسوع المسيح في مساندة المحتاجين والفقراء والمجروحين في أجسادهم ونفوسهم، وفي الشهادة لقرب المسيح من معاناة أبناء الأبرشيّة، وفي الثبات على المواقف الوطنيّة والكنسيّة، وفي السعي إلى جلاء الحقيقة وتحقيق العدالة وترسيخ مبدأ كرامة الإنسان.

هذه الرعيّة تكنّ لكم مشاعر البنوّة والمحبّة، وتلتزم معكم في توجّهاتكم الراعويّة والإنسانيَّة لكي تكون بدورها شاهدة للمسيح في عالم يتوق إلى الإيمان والرجاء والمحبّة”.

القداس الذي خدمته جوقة شعلة قلب مريم، اختتم بزيّاح ذخائر مار شربل، والتقى بعده صاحب السيادة أبناء وبنات الرعيّة.

اقرأ الآن