YOUTUBE
Twitter
Facebook

كتبت سميرة اوشانا

 

غالباً ما كنا نلتقي لنتحدث بعيداً عن هموم العمل ومصائب المهنة التي قيل عنها انها السلطة الرابعة،  في حين تبينت للكثيرين انها مهنة جاحدة، لا تكرّم من حفر بالصخر ونكش بالمعول لينشر الحقائق وأقسم اليمين ليحافظ على أخلاقه المهنية.

غالباً ما كنا ندردش سوياً ونعترف لبعضنا عن هواياتنا وهواجسنا ومشاريعنا المستقبلية، فكانت الزميلة والصديقة ندى عماد خليل التي تعرّفت عليها خلال مؤتمرٍ صحافي جمعنا ونحن كنا نعمل في الدار نفسه لكن كل واحدةٍ منا في مكتبٍ منفصل، في الوقت الذي كنت أغطي كل ما يتعلق بالموضة والأزياء في مجلة “مود نادين” كنت أقرأ لندى ما كانت تكتبه في مجلة “نادين” حين كان للحبر مكان وقبل سيطرة الاونلاين عى الصحافة المكتوبة ويسرق وهجها، لكن كنا سبق وتعرّفنا على بعضنا من خلال مقالاتنا وتقاريرنا التي كانت تنشر في المجلة نفسها ” نادين الاسبوعية”.

توارد الافكار كان دائماً حاضراً بيننا، كنا نتهاتف ونقول لبعضنا يجب أن نجتمع ونلتقي ونتعارف، الى أن جمعنا مؤتمر صحافي فني.

ندى كانت تروي لي دائماً أن لديها شغف بالكتابة، وكانت تخبرني أنها تميل الى كتابة القصص والروايات والمسلسلات لكن العمل الصحافي يسرق الكثير من وقتها، فكان جوابي لها دائماً إتبعي حدسك، تفرغي للكتابة وانتظري ما ستكون النتيجة، في هذه الايام الاعلام أصبح مهنة لمن لا مهنة له، وهذه الآفة باتت واضحة للجميع، كل من حمل كاميرا ومسجلة بات يدعو نفسه اعلامياً.

نعم، هذا كان دائماً محور لقاءاتنا المتكررة الى أن أتت الكورونا وفرضت علينا حظر التجول.

لكن، لكل مشكلة هناك ايجابياتٍ تظهر للعلن مهما طالت.

عندما يغلق باب تفتح أبواب أوسع، هكذا هي الحياة، فكانت نتيجة اغلاق عدد كبير لوسائل اعلام لأسبابٍ عدة وأهمها اقتصادية، واقع ايجابي كشف فيه شغف كل شخصٍ أو هواية كانت مدفونة بداخله، ليحقق من خلال هذه الفرصة انطلاقته الكبيرة، فكانت البداية مع مسلسل “لو ما التقينا” كتبته ندى ولعب دور البطولة فيه الممثل المتألق يوسف الخال وسارة ابي كنعان وعدد كبير من الممثلين المحترفين، لتتابع شغفها بالكتابة ويتابع معها المشاهد اللبناني والعربي مسلسل “أم بديلة” ثم “بنات صالح” و”عسل مسموم” و”المتمرد”. أما بتاريخ 22 حزيران 2024 فقدمت ندى عماد خليل انجازاً جديداً يصب في خانة الكتابة ايضاً، فاحتفلت بتوقيع روايتها الاولى “يوميات امرأة مغتصبة” في مجمع الشياح الرياضي، بحضور عدد كبير من الوجوه الفنية والثقافية والاعلامية وأصدقاء.

وذلك برعاية اتحاد الكتّاب اللبنانيين وحركة الريف الثقافية ودار زمكان للنشرومنتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي.

قدمت الحفل الزميلة الاعلامية المشعة دائماً رلى ابو زيد  ذكرت في مقدمتها نبذة عن مسيرة الكاتبة في مجالات المحاماة والصحافة المكتوبة وإعداد البرامج التلفزيونية وكتابة المسلسلات وصولاً الى توقيع روايتها، ثم توالت الكلمات فكانت كلمة  لرئيس حركة الريف الثقافية الشاعر الياس حليم الهاشم، بعد ذلك، القت رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء المهندسة والاديبة ميراي شحادة كلمة المنتدى الى جانب كلمة الدكتور احمد نزال رئيس اتحاد الكتاّب العرب الذي تغيّب عن الحضور بداعي السفر، ثم كلمة صاحب دار نشر زمكان الروائي عبد الحليم حمود.

وختاماً، ألقت الكاتبة كلمةً وهي متأثرة بالكلمات التي ركزت على علاقة كل من المتحدثين بوالدها الراحل الرسام الكاريكاتوري ملحم عماد، الذي كان ملهمها للبدء بكتابة روايتها الاولى كما ذكرت في كلمتها، وأهدتها لوالدها الذي تتذكره مع كل نبضة قلب، وكتبت في اهدائها :

“… الى من رحل وترك في نفسي أثراً طيباً لن تمحوه سنوات العمر مهما تجاسرت.

الى الرجل الذي لقّنني حب الحياة ومعنى التضحية ومتعة العطاء والمحبة.

الى الرسام ملحم عماد والدي….”

كما شكرت الحضور في كلمتها التي حاولت جاهدة حبس دمعتها التي امتزج فيها الفرح مع الحزن، الفرح بالانجاز الذي حققته في هذه المناسبة والحزن على غياب الغالي على قلبها والدها الغائب والحاضر دائماً في أحاديثها، وأعلنت انها في طور الإعداد لكتابة روايةٍ جديدة، وفي نهاية الحفل تابعت التوقيع للحاضرين الذين شاركوها شرب نخب المناسبة.

الرواية موجودة في جميع فروع مكتبة انطوان وعدد من المكتبات في مختلف المناطق اللبنانية، وعلى موقعي “نيل وفرات” و “كلمة اونلاين”.

تصوير: فيكان تشابريان

 

 

اقرأ الآن