YOUTUBE
Twitter
Facebook

أجرت المقابلة سميرة اوشانا

 

لم يكن مشهداً تمثيلياً عندما أمسك بيدي وبدأ بالركض وهو يقول سأخطفك الليلة، كل محاولتي بتحرير يدي من قبضته باءت بالفشل، انتابني خوف شديد وبدأت بطلب النجدة من المخرج الذي قال عنه “اول مرة بشوف حدن أطول مني”، لكن طمأنني بصوته قائلاً لا تخافي انا هون.

بطل مسلسل “اسود” النجم باسم ياخور كل ما أراده  لدى قيامه بهذه الحركة التشويقية، هو انقاذي من الجو الحار الذي كان يعم المكان.

فريق العمل بأجمعه يتصبب عرقاً، منهم من حوّل اوراق السيناريو الى مهواة ينتعش بها، ومنهم من استنجد بمروحةٍ صغيرة على البطارية.

المكان: خارجي ليلاً

الوضع: تصوير المشاهد الأخيرة التي تجمع بطلي مسلسل “قلب أسود” .

حالة الطقس:  خارج عن قاعدته، غير آبه بجغرافية لبنان الذي يتمتع بمناخٍ معتدل.

وأخيراً هربنا من الحر ودخلنا الكارافان المزوّد بالمكيّف، وبدأت المقابلة بعيداً عن ضجيج التصوير مع الممثل باسم ياخور الذي يرفض أن يقال عنه أنه مهضوم، ويردد كثيراً تعبير “كتير كويس”.

 

يقال عنك أنك ممثل مهضوم ، كما في الكوميديا والدراما كذلك في البرامج التي قدمتها حققت نجاحاً ما هو سر هذا النجاح؟ وهل كل فنان يتمتع بموهبة التمثيل يستطيع أن يحقق نجاحاً مماثلاً  أو أن باسم ياخور وحده يتمتع بصفات ليست موجودة لدى الجميع؟

” أنا لا أحبذ أن يقال عني “كتير مهضوم”، برأيي هذا التعبير ينتقص من حقي، انما أنا فنان متنوع بكل أنواع الأدوار، أنا ممثل أفهم مهنة التمثيل التي هي آداء لكل أنواع من الادوار بدءًا من التراجيدي وصولاً للكوميدي، الممثل الحقيقي هو الذي يجيد الانواع كلها ضمن شرط العمل المطروح أمامه، فأنا ممثل متنوع الادوار، هناك اشخاص يميلون الى الادوار الكوميدية، في حين انا قدمت مجموعةً كبيرة من الأعمال يصل عددها لأكثر من 280 عمل بدءًا من سنة 1993 وصولاً لعام 2024.

 

يعني 30 سنة من العمل المتواصل؟

30 سنة منذ تخرجي الى اليوم أنا أعمل وأنوّع وأبذل جهداً كبيراً لهذا التنوع في الادوار.

 

هل هناك عمل أحببته أكثر من غيره؟ أو ندمت على عملٍ قدمته لا سيما في بداياتك المهنية، أو أعمال أخرى كانت اضافة لك أوصلتك الى ما أنت عليه؟

أعمال كثيرة وليس عمل واحد، اصلاً اسم الفنان هو حالة تراكمية لا تحصل من خلال عملٍ واحد، هناك عمل يكون من الأعمال المهمة وبعده يكون أهم ثم تولد محطات متنوعة، بالاخص اذا كان يقدم أعمالاً مختلفة تكون هناك محطة اولى ثم ثانية وثالثة.

يضيف: بالنسبة الي، كان هناك محطات في حياتي منها مثلاً أعمال تاريخية قدمتها مع الراحل حاتم علي رحمه الله، ومع استاذ عصام حقي رحمه الله، هذه الاعمال من أروع وأهم وأثقل الاعمال الدراما السورية التي أصلاً انطلقت منها صعوداً، ثم قدمت أعمالاً أخرى كوميدية مثل “بقعة ضوء” و”ضيعة ضايعة” كذلك أعمال اجتماعية مثل “ولادة من الخاصرة” و”الندم” و”على صفيح ساخن” الى ذلك، قدمت البيئة الشامية من النوع الشعبي- الاجتماعي مثلاً “العربجي” بجزئيه، لذا، لدي تجارب متنوعة اذا ذكرت محطة معينة أكون بذلك أظلم محطات أخرى في حياتي.

اليوم تصور مشاهدك الأخيرة في مسلسل “قلب أسود” وهذا العمل ليس أول تجربة لك مع المنتج زياد الشويري.

صحيح، سبق عملنا سوياً قبل حوالي 8 سنوات مسلسل “علاقات خاصة” وكانت تجربة مهمة جداً، كانت من بدايات التجارب التي صعدت على أكتافها الدراما المشتركة (اللبناني- السوري – المصري) أخرجته المخرجة رشا الشربتجي وعملت فيه مجموعة كبيرة من النجوم ديما قندلفت وميرفا القاضي وطوني عيسى وآية طيبا وماجد المصري وصفاء سلطان كنا مجموعة كبيرة ابتكرنا جواً لطيفاً، أسس لأمر كتير كويس والله، في حينها.

نادين الراسي ممثلة مهمة جداً تعمل على الاحساس الداخلي للشخصية

 

حدثني قليلاً عن دورك وعن هذه الثنائية بينك وبين الممثلة نادين الراسي شريكتك في البطولة؟

تجربة لطيفة، بالنسبة لنادين من وجهة نظري هي ممثلة مهمة جداً، تفهم مهنة التمثيل بشكلٍ كتير كويس، ردة الفعل لديها صحيحة، لا تعمل من الخارج بل من الداخل على الاحساس الداخلي والحقيقي للشخصية وهذا الأمر ترجم لشيءٍ حقيقي بالتعاطي والاخذ والعطاء ومن خلال النقاش حول الشخصيات منذ البداية، الى ذلك هي انسانة ذكية، تسمع جيداً وتتفاعل مع الممثل المقابل لها، وهذا ما يطوّر ادوات الممثل كثيراً، أهم شرط لدى الممثل هو التطور لكي تكون تجربته أفضل وألا يكون لديه مشكلة في اجراء الحوار المثمر مع شريكه. فنادين من هذا النوع وانا أتصور أننا عملنا عملاً لطيفاً وممتعاً جداً ومنطقياً وأعتقد انه سيحقق مشاهدة جيدة اذا عرض على أقنية ومحطات جيدة انشالله.

هل تستطيع أن تخبرنا قليلاً عن دورك، هل يحق لك بذلك؟

اوكي، انا لا أحب بالعادة اعطاء موجز عن الدور، بل أتمنى دائماً أن يتحدث الدور عن نفسه ولا أضطر أن اشرح شخصية اريد تجسيدها لاحقاً، لكن اقول لك أنني اؤدي شخصية رجل أعمال تعرض لحادثة يفقد جزءًا من ذاكرته، تتراكم لديه صور لا يفهمها فيحاول تركيبها ليفهم اين هو وماذا حصل ولماذا؟ يكتشف تدريجياً قصصاً تحصل معه يتبيّن فيما بعد انه ضحية مؤامرة طويلة عريضة بدأت تتكشف خيوطها خطوة تلو الاخرى.

يعني هو من النوع البوليسي؟

لأ، هو عمل اجتماعي صافٍ يعتمد بناء الدراما التشويقية، لكن هو ضمن الشيء المنطقي والموضوعي، لا يتجه نحو التضخيم في المخيلة والناس تنجذب نحو الاعمال الخالية من “الاوفرة” في القصص، هذا العمل مكتوب وينفذ بطريقةٍ جميلة، مخرجنا دايفيد اوريان ظريف جداً وهذه اول تجربة لي معه، معجب جداً بعمله وبطريقة ترجمته الورق لكوادر وصورة جميلة والشراكة جميلة في الحقيقة.

هل من الممكن كممثل أن يعرض عليك عمل جميل يكون بمثابة فرصة مهمة لك، لكن الشخصية التي تلعبها لا تكون مقتنعاً بها؟ هل تقبل به أو اذا قبلت به، الى أي مدى تستطيع أن تجسد هذه الشخصية؟

لا اقبل بعملٍ لا تعجبني الشخصية التي تسند الي، لست مضطراً.

 

نجوميتي لم أصنعها بين ليلةٍ وضحاها

اذا كان هذا العمل ممكن ايصالك الى العالمية؟

كيف سيوصلني اذا كانت الشخصية غير لطيفة وانا لا أجدها أنها ستقدم لي شيئاً، اذا لم أكن مقتنعاً ببعض التفاصيل وشعرت أن العمل نفسه هو عمل كبير ينقلني الى حالة مختلفة الخ، علماً انني لست بحاجة لشي كي ينقلني الى حالة مختلفة، انا رجل أفهم مهنة التمثيل من زاوية احترافية لا أسعى خلف حالة fake من النجومية، حالة نجوميتي لم اصنعها بين ليلة وضحاها بل عبر تراكم اعمال، أنا افضل أن أصل لوحدي وأعمل ترند من خلال عمل انا مقتنع به واجد دوري فيه صح، على أن أقدم دوراً سخيفاً وتافهاً وغير مقتنع به بعمل سيعمل بشكل عام ترند. يجب أن يكون من الحد المنطقي من القبول كي اوافق على العمل.

أين أحببت باسم ياخور اكثر كمقدم برامج أو ممثل؟

لا، من الأكيد أنا ممثل، ممكن أن أقدم برامج أحياناً  فيكون ذلك بمثابة نافذة لكي أقدم أمراً جديداً ومختلفاً، لكن مهنتي أنا هي التمثيل أما تقديم البرامج فهو حالة عرضية بالنسبة الي وليست أساسية.

 

بالاضافة الى نادين الراسي، من هي الممثلة اللبنانية التي تحب أن تشكل معها ثنائية؟

 نادين ممثلة مهمة وأحببت العمل معها، كذلك ممكن أن أعمل مع باميلا الكيك التي قدمت اعمالاً جميلة كذلك دانييلا رحمة، كما من الممكن أن نجتمع انا ونادين نجيم في عملٍ لطيف انشالله، اكيد هذا يسعدني.

الى العربجي، ماذا تابعت من الاعمال خلال رمضان؟ وما هو العمل الذي أعجبك او لم يعجبك؟

تابعت اعمالاً كثيرة، لكن أفضل ألا أتحدث بهذا الموضوع، اجمالاً شاهدت أعمالاً أعجبتني، مصرية وخليجية، كما في الدراما الخليجية كذلك السعودية الادوات تطورت ويقدمون عملاً “كتير كويس”، أما العراقيون فيعملون على الدراما بطريقةٍ أكثر لطفاً وافضل، هناك نتائج جميلة، لا أريد أن أتحدث عن تجارب بحد ذاتها، كي لا أكون بمثابة دعاية لجهات معينة، أكيد في الدراما السورية رأيت أعمالاً هذه السنة “كتير كويسة”، مثلاً  شاهدت “اولاد بديعة” لانني أتابع عمل رشا شربتجي، أحببته، كل الزملاء قدموا عملاً جيداً، ثمرة شغلنا هي نتاج عمل جماعي لطيف يقوده مايسترو الذي هو المخرج.

ما هو رأيك بالمسلسلات الاجنبية مثل الكوري والتركي او اسباني او غيرها،  التي يعاد انتاجها بالعربية، شاهدنا تجارب منها نجحت وأخرى فشلت ما هو رأيك بها كممثل؟  وهل تفضل الدراما المحلية ما يعني اذا كانت لبنانية تكون خارجة من المجتمع اللبناني واذا كانت سورية تكون من المجتمع السوري كذلك المصري؟

كي أكون صريحاً معك، انا ميال للأفكار الاوريجين التي لها علاقة بالبيئة نفسها، لكن ليس خطأً ما ذكرتيه وهذا ينتج في مختلف أنحاء العالم، يأخذوا الموضوع  ويبنوا عليه، لكن السؤال لماذا لا يأتي الاسباني يأخذ مسلسلاً  نال نجاحاً له علاقة بأجوائنا وقصصنا وحكاياتنا ويعمل منه ترجمة اسبانية؟ لماذا علينا ان نكون مستوردين حتى في الدراما؟ انا ميال لتقديم أعمالٍ  بخصوصية مجتمعنا أكثر، لكن هذا لا ينفي أن تكون هذه الأعمال مشاهدة من قبل اناس كثر وتتفاعل معها، وأصلاً هي مدروسة كي تشد الناس. برأيي المفهوم  الأهم أن نعتمد على حالتنا الاجتماعية، كيف نحن، لا أن نستورد شخصية ليس لها علاقة بنا، لكن هذا لا يمنع أن نقدم هذا النوع من الأعمال أحياناً اذا كانت القصة مشوقة وتجذب المشاهد من فترة الى اخرى وهذا ما نراه يحصل.

الأعمال المصرية ترقى الى أعمالٍ عالمية 

 

الى أي مدى الدراما العربية تعكس معاناة مجتمعها؟ ان كانت لبنانية او سورية أو مصرية؟

هناك اعمال، لا نستطيع أن نقول جنسية العمل تطرح اعمالاً  بهذا الموضوع، في مصر يكتبون على الورق اعمالاً جميلة جداً ترقى برأيي الى اعمال عالمية  باهميتها وصدقها، فعلاً في مصر يقدمون أعمالاً تعبر بشكل حقيقي عن حالة الشارع المصري  والمجتمع المصري، في سوريا هناك دائماً عمل من هذا النوع، محاولات دائماً لصنع الابطال بهذا الاتجاه، كذلك في الخليج، أجد تجارب متنوعة، اتمنى في الدراما اللبنانية ان يتنالوا أعمالاً لها علاقة بالمجتمع اللبناني وهذا امر كتير كويس، لان كل الآدوات موجودة لذلك، بدءًا من ممثلين ممتازين وكتّاب يكتبون بصورة جميلة وشركات انتاج تقدم أعمالاً ضخمة ومهمة، وتقنيات عالية. يبقى اختيار الموضوع.

الدراما العربية عندما تطرح مواضيع اجتماعية تنجح فيها لكن عندما تتجه نحو المافيا والعصابات لا تكون مقنعة كفاية. ما هو رأيك؟

أتفق معك بهذا الموضوع، لا سيما عندما نستنسخ عملاً أميركياً يتضمن الاكشن  والمافيا، فالمشاهد يفضل ان يشاهد عملاً اميركيا مترجماً على متابعة نسخة محلية غير منطقية، اصلاً في مجتمعنا هذه الحالات غير موجودة.

 

لكن لدينا مافيات كفاية.

لدينا المافيات بأشكال أخرى تختلف، سياسية وغيرها ولا تعمل بالعلن بالطريقة التي نجد ترجمتها على الارض بافعالها، هي ترجمة مختلفة تماماً عن الاعمال الاميركية وبالطريقة الاميركية.

 

 

 

 

اقرأ الآن