YOUTUBE
Twitter
Facebook

 

أجرت الحوار: سميرة اوشانا

تلك الليلة في 20 من شهر حزيران، اتصل بي المخرج الصديق دايفيد اوريان ليبلغني أن فريق عمل مسلسل “قلب اسود” سيصور المشاهد الاخيرة التي تجمع بطلي العمل نادين الراسي وباسم ياخور في مكانٍ قريب من منطقة سكني، وسألني هل ستأتين؟ نحن باقون هنا حتى شروق الشمس.

طبعاً سآتي، كان جوابي، وكلي لهفة لرؤية نادين التي لملمت جراحها وعادت الى المكان الذي يليق بها كممثلة نجمة التي على الرغم من الضربات المتتالية التي تلقتها، إلا أنها سخرّتها لتقدم أفضل ما يمكن تقديمه لأداء شخصية رزان في مشاهد أعتبرتها master scene في مسلسل وفّر لها مساحةً شاسعة من الابداع الفني.

فضولي كان كبيراً فعلاً لرؤيتها ليس وهي تؤدي الشخصية المكتوبة على الورق، انما لرؤيتها كيف تتصرف في الكواليس مع فريق العمل، وأنا كما غيري من اللواتي التي تابعت المواقف الأليمة التي عانت وتصدت لها نادين الراسي في السنوات الأخيرة على الصعيد العائلي بعد أن حققت نجاحاً باهراً في الدراما اللبنانية.

ما رأيته فعلاً ومن دون أي مجاملة أدهشني، لقد رأيتها كفراشةٍ تحوم حول الضوء فرحاً، على الرغم من لباسها الأسود لا أدري اذا كان المشهد يتطلب هذا اللون القاتم الذي يدل على الحزن، انما روحها على ال set كانت ممزوجة بالوان الفرح تتنقل بخفة تمزح وتضحك وتزرع روح الايجابية والهضامة في مكان التصوير وتحتفل بعيد منتج العمل الاستاذ زياد الشويري مع فريق العمل الذي صودف ذلك النهار تاريخ عيد ميلاده.

حان وقت الاستراحة، توقف الجميع ليستجمع قواه ويستعيد انفاسه، على الرغم من ان التصوير كان في الهواء الطلق عفوا أي هواء، الأجواء كانت خالية من أي نسمة،  أقصد كنا في الخارج حيث لا مكيّف ولا مراوح، الجميع يتصبب عرقاً فالطقس كان حاراً ورطباً والجميع كان يستعين اما بمروحة ورقية أو بمروحةٍ صغيرة مشحونة بالكهرباء يقربها من وجهه ليتنعم بقليل من البرودة. أنه شغف المهنة، التصوير مهما كان المناخ صعباً حاراً كان أو بارداً، فمهنة التمثيل كما يقال عنها أنها أصعب ثاني مهنة في العالم.

هنا كان الوقت مناسباً لخطف نادين من الدردشات مع المخرج لأبادرها بالقول:

جمالك نادين، مبسوطة فيكي قد الدني

Thank you واضح من عينيكي، انك صادقة بمشاعرك.

تابعت لأقول لها: سعيدة جداً برؤيتك بهذه الطاقة الايجابية التي تزرعينها من حولك، كما فرحت بمشاركتك البطولة في مسلسل “عرابة بيروت” وبرؤيتك اليوم بهذه الحيوية في مكان التصوير. لقد سبق وكتبت أن بطلة “عرابة بيروت” طبعاً الى جانب جوليا قصار هي نادين الراسي وسعيدة بعودتك الى الدراما اللبنانية.

تضحك فرحةً بما سمعت.

وبدأت المقابلة جدياً قبل أن يداهمنا الوقت ونحن في مكان التصويروقالت: انا ايضاً مشتاقة الى الدراما، لأن عمر ارشيفي الفني يبلغ 27 سنة لذا من الصعب التوقف عن الاحساس بهذا النبض وهذا الحبر، الظروف كانت صعبة لكن أشكر الرب دائماً كل ما جرى معي في الماضي كان لإعادة تركيب نفسي وأموري وحياتي وأعود بذهنٍ صافٍ.

يعني نادين لملت نفسها

صح، ولا أزال وسأبقى لان لا شيء ينتهي بين ليلةٍ وضحاها ولا شيء ينتهي بسنة او 10، فالحياة متصلة ببعضها كلها هناك أمور نتعايش معها وتبقى مكسورة لكننا نكمّل وهي على حالها.

لانك لا تمثلين فقط بهدف الكسب المادي ما يعني ليست مجرد مهنة بالنسبة لك، بل أنت ممثلة من داخلك …

تقاطعني: أنا لم أدرس التمثيل، كان التمثيل بالنسبة الي هواية اكتشفتها بعد أن بدأت العمل بها فأدمنتها، أنا مدمنة على الدراما، لهذا لا أتعب قلبي  لتثبيت وجودي، لكن ما يهمني هو نوعية ما أتركه في ارشيفي، كنت أعمل في الماضي مسلسلين أو 3 خلال السنة، بالنسبة لعمري المسلسلات التي عملت فيها كثيرة، أما اليوم فقد أصبحت اكثر انتقائية واكثر نضوجاً، في بعض اللقطات أضع من ذاتي، استخدم ما مررت به في الدراما، حتى أصبح المنتج يفكر بالاتيان بنادين كبطلة لعمل يتضمن مشاكل اجتماعية كبيرة لانها تستطيع أن تعطيه الاحساس الحقيقي كونها مرت بالظروف نفسها فالوجع موجود كذلك القهر والانكسار والغدر،  امتحنت عدداً كبيراً من المشاكل على مدار 7 سنوات، ما يعني بالاضافة الى أكثر من 20 سنة خبرة في العمل الدرامي، أضيفت الى خبرتي 7 سنوات من الدراما غير شكل، لذا، أعتقد أنني جاهزة كي اؤدي أدواراً أفضل من البارحة.

اليوم نحن في مكان تصوير مسلسل “قلب اسود” حدثينا قليلاً عن دورك وتجربتك مع الممثل باسم ياخور؟ 

باسم  ياخور هو اضافة لي ليس فنياً فقط انما انسانياً ايضاً، لأنني تعرفت على انسان خلوق ومحترم يتمتع بالاخلاق المهنية والانسانية، كنت أفكر انني شخص مطواع في التصوير لكن ايضاً باسم شخص حنون وقلبه طيب يداري الجميع، هو ليس ذلك النجم الذي تشاهدينه يعلو صوته في مكان التصوير، بل العكس لديه الود والمحبة تجاه فريق العمل، الأمر الذي انعكس ايجاباً علي وجعلني مرتاحة بالعمل معه. أما بالنسبة لدوري فأنا أجسد شخصية رزان شخصية جميلة، هناك مثل يقول “اذا عرفنا السبب بطل العجب” في وضع رزان نقول لا نريد أن نعرف السبب بل نريد أن نبقى في مرحلة العجب، لان هناك مشاكل في الحياة ودمار من أقرب المقربين. حالة رزان هي حالة اجتماعية بحتة فيها من نادين أكيد وإلا ما كانوا اتصلوا بي لامثل هذه الادوار. تضحك” أقصد تعاني من معاناةٍ سلبية فيها الكثير من  نادين” الحمدالله لدي ما يكفي، بدءًا من الغدر الذي يحصل ضمن العائلة والبيت الواحد، كيف ممكن للانسان أن يتخطاه او يعالجه، تكتشف حقيقة لا تستطيع ان تكشفها مع انسانٍ صعب اقوى منها.

تتابع نادين:” من ناحيةٍ تتحرك غريزة الامومة والانسانة التي بداخلها والتي تسعى للحق بتكتم، جميل هذا الدور، مساحة كبيرة أعطيت لي في “قلب اسود”، ما رأيناه في “عرابة بيروت” وبيروت 2 و3 كان هناك 4 او 5مشاهد  master sceneكنت كضيفة لكن الجميع قال نادين هي البطلة (تضحك) أما اليوم فأقول للمشاهدين  أن دوري في “قلب اسود” هو من الجلدة للجلدة master scences  يعني كان التحدي.

وعن التعاون مع شركة الانتاج اونلاين قالت:” التعاون مع اونلاين قديم وليس حديثاً، المنتج زياد الشويري هو من بين الذين أنتجوا الدراما اللبناينة عربياً ومن المنتجين اللبنانيين المستمرين الذين نفتخر بهم وكفه نظيف مع الممثلين، (مش طارق مصاري بصراحة) كانت العودة معه جميلة كمنتج لبناني بعمل عربي لبناني وسوري يحاكي المجتمع اللبناني فيه الكثير من السياسة الى مواضيع اجتماعية من كل شيء أنا أجد ان العودة ممتازة مع المنتج زياد الشويري.

مع المخرج دايفيد اوريان؟

يا الله على دايفيد، أريد أن أخبرك خبرية مضحكة، عندما قالوا لي اسمه دافيد اوريان، عدت الى vocabulaire   و grammaire وقلت له: qu’est-ce que je peux faire moi?  فضحك، وقال لي أنا أرمني.

تتابع:” جلسنا سوياً في اول جلسة لمدة ساعتين في المرة الثانية أصريت أن أجلس معه 6 ساعات، عرّفته على نادين الانسانة وتعرفت على دافيد الانسان، لأن الدور صعب، والحالة النفسية للشخصية صعبة تماماً كحالتي التي ليست جيدة، لا أستطيع أن أكذب على الناس، أحاول الوقوف على قدمي والاستمرار، ربما الجميع يراني قوية لكنني أبذل جهداً غير طبيعي، لذا، كل الخلطة اجتمعت سوياً لتعطي نتيجة رائعة وهذا ما يراه دافيد.

 تنظر اليه وتقول وهي تضحك: اسأليه.

ثم أضافت قبل أن ينادوها لمتابعة التصوير: عندما تعرّف على هذه الانسانة استطاع دايفيد أن يتصرف معي كادارة على ال set، لأن من واجباتي أن أقول للمخرج أنك تجدني جاهزة لكنني انا متعبة وهذه  الشخصية التي أجسدها تعبانة لذا تعبي مع تعبها سوياً يزيدني احباطاً. تفهم الأمر وتنبه للوضع وذلك من خلال orders بالتصوير والتقطيع، هذه الجلسة مع  دافيد جعلت الامور أكثر سهولة وانسيابية للافضل والانتباه على صحتي وها هو اليوم انتهينا من  التصوير. والحمدالله أديت المشاهد كلها التي تمس نادين من الداخل وبكل امور بخير وسلامة.

كنادين، هل تحملين الدور معك الى البيت بعد انتهائك من التصوير أو أنك تخلعين عنك الشخصية التي تؤدينها؟

مشاكل الحياة لم تترك مجالاً ان آخذ اي شخصية معي الى البيت، بالعكس رزان تريحني يا ريت استطيع أخذها معي، عندما تكون المصيبة أكبر والوجع أعمق تعطين من هذا الوجع لذا في هذا الدور لدي من الوجع أكثر من رزان.

اذا عرض عليك دور كوميدي، هل تلعبينه؟

يا ريت، أنا شخص fun كتير في الكواليس انا بحاجة للكوميديا، بيني وبينك كما انا اليوم بحاجة للدراما لتفريغ ما لدي من الوجع والغضب، كذلك أنا بحاجة للكوميديا كي أضحك والناس اشتاقت للضحك واشتاقت ترى نادين تضحك لانهم بكوا معي كثيراً لذا، أتمنى ان يضحكوا معي قريباُ.

من هو الممثل الذي تريدين ان تشكلي ثنائية معه بعد هذه التجربة مع باسم ياخور؟

الجميع، إن كان تيم حسن او باسل خياط او باسم ياخور او الممثلين اللبنانيين، عملت مع الجميع، انا افكر بالشخصيات وليس بالشخص اتمنى ان أعيد التجربة مع تيم وباسل خياط وبالنسبة لباسم ياخور اتمنى ألا يكون “قلب اسود” آخر عمل معه ولن يكون باذن الله.

هنا انتهى الحوار بعد مناداتها لمتابعة تصوير المشاهد الأخيرة.

يذكر أن مسلسل “قلب أسود” هو من انتاج اونلاين برودكشن للمنتج زياد الشويري، كتابة جيهان علي جان التي توفيت منذ نحو شهر، وقد نعتها الشركة المنتجة وقدمت تعازيها باسم رئيس مجلس ادارتها زياد الشويري وكافة العاملين فيها وباسم نجوم العمل باسم ياخور ونادين الراسي وغبريال يمين وكارلوس عازار ودوري السمراني ونادين تحسين بك وجيني اسبر وفيكتوريا عون وبيو شيحان وكل الممثلين قدمت تعازيها الحارة من عائلة الكاتبة وأصدقائها وزملائها في الوسط الدرامي.

أما الإخراج  فللمخرج دايفيد اوريان.

 

اقرأ الآن