YOUTUBE
Twitter
Facebook

 

كتبت سميرة اوشانا

 

قد يكون الدكتور هراتش سغبزريان مبتكر مهرجان “الزمن الجميل” هو نفسه لم يكن يعلم أن فكرته التي نجحت منذ انطلاقتها في تكريم الكبار أنها ستصبح محطةً فنية يذكرنا فيها بأسماء فنانين امتلكهم اليأس بعد سنين طويلة من العطاء الفني، وآخرين تخلوا عن موهبتهم ووضعوها جانباً لانعدام الفرص المتاحة لسيناريوهات تتطلب ممثلين تقدم بهم العمر، (علماً أن المجتمع المتكامل العناصر يحتوي كل الفئات العمرية، اذا ارادت الدراما فعلاً ان تحاكي مجتمعها)، أو فنانين خانتهم صحتهم  فأقعدهم المرض وماتت أحلامهم مع العقاقير.

ربما لم يكن يعلم أن المهرجان سيستمر على الرغم من كل الظروف المتشعبة التي يمر بها  لبنان.

سئل، هل ستقيم المهرجان هذه السنة؟ أجاب بنعم وبكل ثقة، نحن أبناء الحياة.

بات هذا المهرجان ينتظره الكثيرون لأسبابٍ عدة، اولاً للخصوصية التي يتمتع بها وهي اختياره الى جانب لجنة تحكيم يثق بها، لمبدعين صقلوا شاشاتنا الكبيرة والصغيرة بأعمالٍ لا تزال خالدة حتى اليوم.

ثانياً، ان العمل الذي يقدمه المهرجان للجيل الجديد يعتبر بمثابة مرجعٍ فني لا سيما لطلاب الفنون الجميلة (التمثيل والمسرح والاخراج والموسيقى والرقص) وطلاب كليات الاعلام ومرجعاً مهماً للصحافة الفنية.

أما السبب الثالث فهو أن هذه الجوائز التي تعطى للمستحقين تترك خلفها مشاعر متعددة ليس فقط لدى الفائزين انما لدى المدعوين والمشاهدين الذين يتابعون بكل دقة وتأثر مرور الفنانين القدامى على السجادة الحمراء حاملين في جعبتهم تاريخاً كبيراً حتى بات ثقلاً عليهم يصعب حمله فأضعف عضلات اقدامهم وثقلت مشيتهم،  انها ضريبة العمر التي لا مفر منها.

ولكن من ناحيةٍ أخرى، هذه الجائزة تعيد اليهم الاوكسيجين الذي انقطع عنهم منذ سنين ليعود اسمهم الى ذاكرة المنتجين وأصحاب الاعمال الفنية والجيل الجديد الذي لا يعرفهم الا من حكايات أهلهم،  وهذا ما لمسناه بعد تكريماتٍ عديدة لممثلين كانوا منسيين من قبل صنّاع الدراما والسينما.

شئنا أم أبينا وشخصياً لدى متابعتي للحفل، تأثرت كثيراً لمفاعيل الزمن وغدر العمر والمرض وما قد يفعلوه بانسانٍ لم يكف يوماً عن العمل… وتأثرت ايجاباً عندما سمعت بأسماءٍ كنا نعتقد أن السنوات الطويلة أقعدتهم، في هذا الحفل تحديداً تفاجأنا بهم على سبيل المثال عاشق البيانو والاورغ،  الهائم بحبه للموسيقى والعزف واللحن الفنان مجدي الحسيني الذي بدا وكأنه لا يزال في عز شبابه وهو يعزف، سكر وأسكرنا بالالحان الجميلة والعزف المحترف.

كذلك الفنان الذي على الرغم من تقدمه بالعمر إلا أنه لا يزال شاباً بصوته وقاممته واطلالته الأنيقة الفنان جوزف عازار الذي ألهب المسرح وغنى معه الحاضرون حاملين أعلام لبنان أغنيته الوطنية “بكتب اسمك يا بلادي” التي باتت كالنشيد الوطني.

حفل الزمن الجميل 2024 كان جميلاً، قدمته الفنانة ورد الخال وقالت أنا اليوم أمثل دور المقدمة، لم لأ تليق بك كل الأدوار، فبدت نجمة ساطعة على خشبة مسرح كازينو لبنان.

تأثرت كثيراً ورد الخال لدى تحدثها عن الفنان الراحل الذي كرّمه “الزمن الجميل” قبل رحيله. ونحن تأثرنا معها وابراهيم أبكانا حتى وهو يغني.

أما ختام الحفل فكان مع الممثلة التي تألقت منذ اول عملٍ لها رولا بقسماتي عندما غنت تكريماً للراحلة سعاد حسني “خلي بالك من زوزو”.

مهرجان “الزمن الجميل” بدورته السابعة كرّم الفنانين والصحافيين الكبار من لبنان وسوريا ومصر الذين يستحقون كل الاحترام ويستحقون الظهور مجدداً عبر الشاشة الصغيرة هم، الفنان صلاح تيزاني وكميل سلامة وجوزف عازاروفايز قزق ونجوى فؤاد  ومشلين خليفة ومجدي الحسيني وناديا مصطفى وفريدة فهمي ولطفي لبيب وسهير شلبي وجورج دياب وهاروت فارليان ونوال كامل وعمر كركلا وبيار شماسيان وسميرة بارودي وسمير ابو سعيد ووحيد جلال ووئام الصعيدي ويولا سليمان وشادي جميل وايميه سكر وهدى شعراوي.

كما تخلل الحفل ريبورتاجات عن الفنان الراحل فادي ابراهيم وكمال الشناوي وفريدة فهمي.

 

 

تصوير: طارق زيدان

اقرأ الآن