YOUTUBE
Twitter
Facebook

احتفلت الكنيسة المارونية ولبنان عند الثامنة والنصف من مساء يوم الجمعة 2 آب 2024 بإعلان البطريرك اسطفان الدويهي بقداسٍ احتفالي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة ممثل قداسة البابا فرنسيس، رئيس مجمع القدّيسين نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو في حضور حشدٍ من الشخصيات الرسمية والسياسية والدبلوماسية والروحية وحشد من المؤمنين توافدوا من كل لبنان، حاملين صور البطريرك الطوباوي ورافعين الصلوات طالبين شفاعة طوباوي لبنان الجديد، على انوار المشاعل.

حضر حفل التطويب كل من: رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الرئيسان السابقان أمين الجميل وميشال سليمان، السيدة منى الهراوي، الرئيس السابق للحكومة حسان دياب ، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: والوزراء السياحة وليد نصار والعدل هنري خوري والإعلام المهندس زياد المكاري والتربية عباس الحلبي والاقتصاد والتجارة أمين سلام والصناعة جورج بوشيكيان والاتصالات جوني القرم والخارجية عبدالله بوحبيب.

كذلك، حضر قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية ونواب زغرتا ميشال معوض وطوني فرنجية وميشال دويهي  والنواب نعمة افرام وفريد الخازن وجبران باسيل وإلياس حنكش  إضافة الى عددٍ من النواب الحاليين يمثلون مختلف الكتل النيابية ونواب ووزراء سابقين.

خدمت القداس جوقة قاديشا برئاسة الاب يوسف طنوس.

 

بداية ألقى طالب دعوى البطريرك الدويهي الأب بولس قزي كلمةً بعنوان البطريرك الدويهي “هبة السّماء للكنيسة ” وقال فيها:”إحتفال غير عادي في هذا اليوم الثاني من آب من العام 2024، وفي حرمَ هذا الصّرحِ البطريركيّ العظيم في بكركي، حيث يُعلن العلّامة البطريرك اسطفان الدويهي طوباويًّا، ليكون أولَ بطريركٍ في الكنيسة يُكتب على لائحة الطوباويّين.

إنّهُ الطوباويِّ الجديد البطريرك اسطفان الدويهيّ، المولودُ في إهدن، يوم عيد مار اسطفانوس أوّل الشهداء، وذلك في 2 آب 1630، من والدَين تقّيين، هما الشدياق ميخائيل الاهدني الدويهي ومريم الدويهي، وقد دُعِيَ اسطفان تيَّمُنًا بالقدّيس اسطفانوس؛ وُلِدَ في مثلِ هذا التّاريخ الذي سيَدْخُلُ هو بِنَفسِهِ التّاريخ، وبهِ سَيُؤَرِّخُ كثيرون، خصوصًا بعدَ أن اختارَهُ الحبرُ الأعظمُ البابا فرنسيس تاريخًا لتطويبِه بعد 394 عامًا من ولادته.

لقد صَدَقَ مَن قالَ: “حيثُ يمرُّ اللهُ هناكَ القدِّيسون”. نَعَمْ، وكأنَّ الله مرَّ في إهدن، واختارَ اسطفان الدويهي الذي فقد والده وهو بعد في الثالثة من عمره لينشأ يتيمًا، وليكونَ هذا الذي نحتفي بهِ اليومَ: 2 آب 2024، هدية السماء التي انتظرناها أكثر من 394 سنة وقد جاءتنا كنعمةٍ إلهيّةٍ في الزمن الصعب.

لمّا بلغَ الحاديةَ عشرةَ من عمرهِ، أُرسِلَ في العام 1641 إلى المدرسةِ المارونيَّةِ في روما حيثُ كانَ علامةً فارقةً في الدّرسِ والتّحصيل، ومن هناكَ بدأت رحلتهُ مع التمايُز والإختلاف الذي استمرَّ فيها حتّى مماتِه، قارئًا، باحثًا، مُنَقِّبًا، كاتِبًا، ليتورجيًّا ومؤرِّخًا إلى أنْ استحقّ الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت، ولقِّب علّامة إضافةً إلى ألقابٍ لا حصرَ لها، ولعلَّ أبرزَها: “وحيدُ عصرهِ وفريدُ دهرِهِ في العلمِ والقداسة. وملفانٌ شديدُ الذكّاءِ…” حتى إنَّهُ لشدّةِ كدّه في سبيل العلم وسهره الليالي، فقد بصره وهو في الثامنة عشرة من عمره، غير أنّ العذراء أعادت له بصره ومنحته قوة البصيرة والقدرة على استشراق المستقبل، بعد استغراقٍ طويل في الصلاة وطلب الشفاء.

عاد الى لبنان سنة 1655، وسيم كاهناً في الخامس والعشرين من شهر آذار، عيد سيّدة البشارة عام 1656، وهوَ ابنُ ستّةِ وعشرين عامًا، لينطلِقَ بعدها إلى التّعليم والتّأليف، ومحو الأمية وإلغاء الجهل وإلى تولّي مهامّ كنسيَّةٍ في غيرِ مكانٍ وخاصّةً تدريسِه الأولاد في اهدن، فكان منهم الكاهن والراعي، كما انه جال للوعظ وللرياضات الروحية في كل لبنان. أُرسل الى حلب حيث قضى حوالي سبع سنوات، وأسّس مدرسة الكتّاب المارونيّ، واشتهر بوعظه وعِلمه، حيث دُعي “فم الذهب الثاني” وبقربه من جميع المسيحيين الذين اعادوا اتّحادهم بالكنيسة الجامعة مع إخواننا السريان الكاثوليك مع اول بطريرك أخارجيان والارمن الكاثوليك وغيرهم من الكنائس الشرقية وكان المحور الجامع للسفراء ورجال العلم. وكان قد تمّ تعيينه من قِبل مجمع انتشار الايمان مرسلاً خاصاً في الشرق.

وبعد زيارةِ حجٍّ مع والدته للأراضي المقدّسة، وكان قد بلَغَ الثمانيةَ والثلاثينَ من عمرِه،ِ رَقَّاهُ البطريرك جرجس السبعلي إلى درجةِ الأسقفيَّة في 8 تموز 1668، على كرسيّ مطرانية قبرص، وبعد سنتين من تفقّد الموارنة في جزيرة قبرص، انْتُخِبَ في وادي قنّوبين بطريركًا على الموارنةِ في 20 أيّار 1670 وكان لهُ من العُمرِ أربعون سنة؛ حاول التهرّب، لكنه خضع اخيراً لمشيئة الله.

عانى واضطُّهِدَ كثيرًا إبّانَ تولّيه السُدَّة البطريركيّة، لكنَّهُ لم يستسلِمْ بَلْ ظَلَّ يُقاوِمُ ويُكافِحُ، يؤلِّفُ ويكتُب، يشُدُّ أزرَ الرعيَّةِ ويقوّي عزيمةَ النّاس، يَدعمُهم ويقِفُ إلى جانِبِهِم، مُسْتَمِدًّا من الضّعفِ والفقرِ قوَّةً وغِنًى، مُتسَلِّحًا بإيمانٍ عميقٍ بِهِ تغلَّبَ على كُلِّ المِحَنِ والتجارِب. وكان يهرب من مغارة الى أُخرى في وادي قنوبين وذلك بسبب الاضطهاد الحادّ، كما أنّه ترك الوادي اكثر من سبع مرات، بعد حادثةٍ مع جباة الجزية، قائلًا “أنا عليّ أن اترك الوادي كرامةً لشعبي وحفاظاً على كنيستي”. وانتقل من يومها الى دير مار شليطا مقبس في غوسطا، كسروان وجعل منه كرسياً بطريركياً.

وبعدها انتقل إلى بلدة مجدل المعوش، الشوف سنة 1682 بسبب نظرته الثاقبة الى مستقبل لبنان، وباشر ببناء كنيسة مار جرجس، وبقي ثلاث سنوات حيثَ عمل على لمّ شمل الطوائف المتناحرة، ناشِرًا جوًّا من الألفة بينها، معزّزًا مفهوم العيش المشترك بين مكوّنات لبنان، والحقيقة تُقال أنّه كان السبّاق في رؤيته للبنان المستقبل.

وجعل أثناء الاضطهاد كرسيَّه البطريركي ممتداً من قنوبين الى غوسطا الى مجدل المعوش.

بكلامٍ آخرَ، كَتبَ البطريرك اسطفان الدويهي تفاصيلَ 2 آب 1630 على امتدادِ أيَّامِ حَياتِهِ الأرضيَّةِ، إلى أن رقد برائحة القداسة في 3 أيّار 1704.

دُفِنَ البطريرك الدويهي، بناءً على رغبته، مع أسلافِهِ البطاركة القدّيسين، في مغارةِ القدّيسة مارينا في وادي قنوبين، لكنَّ أعماله وما أتاهُ من عجائبَ لم تُدفَنْ، بَل ظلَّت حيّةً في الكتُبِ والعقولِ والنفوسِ والقلوبِ، وتناقَلَها المؤمنون والمؤرِّخون ورؤساءُ الكنيسة على امتدادِ مئاتِ السّنين، إلى أنْ حانتِ الساعةُ ليبدأَ مشوارُ التّقديس بعدَ أن ذاعَتْ بطولَةُ فضائلِهِ بسبب الشفاءاتِ الخارِقة، والتي في إثرِها تألَّفَت لِجانٌ كنسيّةٌ بطريركيّة وأسقفيّة ومؤسّسات إجتماعيّة عديدة لملاحقةِ دعوى البطريرك الدويهيّ التاريخيّة.

ابتداءً من 17 تموز عام 2000، قرَّرَ السينودوس المارونيّ مجدّدًا فتحَ دعوى تطويب وتقديس البطريرك الدويهيّ، وتمَّ تعييني طالبًا للدعوى لدى الكرسيّ الرسوليّ في مجمعِ القدِّيسين. وانتهى التحقيق في المرحلة الابرشيّة سنة 2002.

وافق قداسةِ البابا بنيدكتوس السادِسَ عَشَرَ على بطولة فضائله وأعلنه مُكَرَّمًا، وذلك في 3 تموز 2008. ثمّ بدأنا مرحلة التحقيق الأبرشيّ، في الشفاء الخارق للسيّدة روزيت زخيا كرم منسوبٍ إلى شفاعةِ البطريرك المكرَّم مار اسطفان الدّويهي، وهي كانت تعاني من مرضِ يُسمّى “Polyarthrite seronegative”.

بتاريخ 30 آذار 2023 وافقت لجان الأطبّاء في مجمعِ القدّيسين، على الأعجوبةِ المنسوبة إلى البطريرك المكرَّم اسطفان الدويهي بالإجماع التامّ والكامِل، أي الأعضاء الستّة جميعهم؛ ثمّ ثَبَّتَ المؤتمرُ اللّاهوتيّ الخاصّ بالدّراسة، على أعجوبةِ الشفاء.

وفي السادِس من شباط من العام 2024، وافقَ مَجْمَعُ الكرادلة والأساقفة في روما، على الأعجوبة. وبعدَ نحوِ شهرٍ، أي في 14 آذار 2024، اجتمعَ رئيس مجمع القدّيسين نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو بقداسة البابا فرنسيس، ونتوّجه لهما بعاطفةٍ شكرٍ وامتنان، وافقَ الأبُ الأقدَس على ختمِ ملفِّ إعلانِ البطريرك اسطفان الدويهي طوباويًّا على مذابِح الكنيسة، على أن يُحتَفَل بتطويبِهِ مساءَ اليوم الجمعة الواقع في 2 آب 2024، في الصرح البطريركيّ في بكركي. بعد الشكر العميق، لقداسة البابا ومجمع القدّيسين والسينودس المارونيّ وغبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، ولِجان المحكمة والتاريخيّين واللاهوتيّين والأطبّاء والشهود ومؤسّسة البطريرك الدويهي، وصاحبة الشفاء، على تفانيهم وتضحياتهم ودعمهم، إسمحوا لي بأن أتوجّه بكلمة شُكرٍ وعرفانِ جميلٍ لأمّي الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بشخص رئيسها العام قدس الأب العام هادي محفوظ السامي الاحترام، لِما قدّمته لي في مسيرة هذه الدعوى طوال أربع وعشرين سنةً؛ وأقدّم شكري أيضًا لكلّ من رافقني بالصلاة، ولجميع مُحبّي البطريرك الدويهي في لبنان والعالم.

نَعَمْ في 2 آب، مَنْ لُقِّبَ بـِ: “مَجد لبنان ومنارة الشّرق” سَيُمَجِّدُ لبنانَ وسيُنيرُ الشّرقَ، وَسَيُجَمِّل بيعةَ الله. نَعَمْ هذا الطوباويُّ هو هديَّةٌ من السّماء للكنيسةِ المارونيّة، وكما في الأمسِ كذلكَ اليوم والى الأبد سيَكونُ صانِعَ مَجدِ الموارنةِ.

 

ثم تلا رئيس مجمع القدّيسين نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو رسالة قداسة البابا أعلن فيها البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً.

وقال:”إنه البطريرك اسطفان الدويهي من إهدن والبطريرك الماروني وسائر المشرق والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتباً تاريخ المضطهدين والمساهم بخلاص المظلومين فليطلق عليه من الآن وصاعداً لقب طوباوي”.

هذا وقرعت أجراس الكنائس إبتهاجاً وفرحاً بعد الإعلان مباشرةً.

بعدها تم إزاحة الستارة عن صورة الطوباوي الجديد.

ثم سلم الكاردينال سيميرارو 4 رسائل عن تطويب البطريرك الدويهي إلى كل من البطريرك الراعي والمطران جوزف نفاع والمطران حنا علوان والمونسينيور اسطفان فرنجية.

وبعد الإنجيل المقدس ، ألقى الكاردينال سيميرارو عظة قال فيها:”غالبًا ما نجد أنفسنا عند تلاوة المزامير نكرر الآية التي تليها قراءة الإنجيل: “البار يزهر مثل النخلة، وينمو مثل الأرز في لبنان” ) مز. 92:13( للنخلة خصيصة فريدة: جذعها طويل وعارٍ، لكنه يرتفع نحو السماء، وفي قمته تحديدًا يقدم ثمره اللذيذ للرحّل العابرين في الصحراء. هكذا يجب أن يكون البار: مصدر سلام وحياة لاخوته عندما يسيرون في الصحراء، أي في صعوبات الحياة. ثم هناك المقارنة الثانية التي تتحدث عن “أرز لبنان”، ولعل، إخوتي وأخواتي الاعزاء، القادمين من روما، لهذه الصورة تأثير خاص. الارز يتألق بعظمته، ببهاء فروعه الخضراء وجودة خشبه. في التفسير المسيحي، يمثل المؤمن الثابت في بيت الله، الكنيسة، التي تزدهر لتخفف عن إخوته.

عندما جاء بندكتس السادس عشر إلى لبنان، ذكّرنا أن داخل الهيكل الذي بناه سليمان كان مصنوعًا من خشب الارز من لبنان. قال:” إن لبنان هو في ملاذ الله، البطريرك بشارة بطرس الراعي، الذي أحتضنه بمودة أخوية، سيتذكر هذا، إذ كان حاضرًا.

أضاف البابا هذه الكلمات، التي نسمعها مرة أخرى اليوم بكثير من الأمل: “ليواصل لبنان اليوم، وسكانه، أن يكونوا حاضرين في ملاذ الله ! ليواصل لبنان أن يكون مكانًا يمكن للرجال والنساء أن يعيشوا فيه بسلام وتناغم مع بعضهم البعض ومع العالم. ليس فقط شهادة لوجود الله ولكن أيضًا لشهادة الشركة بين البشر، بغض النظر عن حساسياتهم السياسية، والطائفية، والدينية!”

ننظر اليوم بالامل نفسه إلى شخصية الطوباوي الجديد إسطفان الدويهي. فقد كان بطريرك الكنيسة المارونية لاكثر من ثلاثين عامًا في خلال أوقات صعبة بسبب الاضطهادات الخارجية والانقسامات الداخلية. في خلال كل هذه السنوات، يمكن القول إنه لم يعرف يومًا واحدًا من الهدوء والطمأنينة. حتى حدث أنه، أكثر من مرة، اضطر لمغادرة الكرسي البطريركي ليجد ملاذاً في أماكن كانت بالتأكيد أكثر أمانًا ولكن أيضًا أبعد.

عاش كل هذا كدعوة للمشاركة في الآم المسيح لهذا السبب، لم تكن هناك مشاعر مرارة في قلبه؛ بل، قال لمن أساء إليه واضطهده: “أغفر لك ما فعلته بي. أنا مستعد وأطمح أن أتعرض لمزيد من الالم حبًا بالرب الذي عانى ومات من أجلي”.

في فعله هذا، قلّد إسطفان صورة الراعي الصالح في الإنجيل، الذي يتخذ يسوع كنموذج ومرجع. لقد سمعنا للتو كلماته: “أنا الراعي الصالح، الراعي الحقيقي، الذي يبذل نفسه من أجل خرافه” (يو 10:11) هذه الصورة، عند التأمل الدقيق، ليس هذا الراعي مجرد راعٍ، بل “راعياً صالحاً”. ربما نحتاج إلى التأمل لبرهة في هذه الآية . ماذا يعني الرب بقوله هذا؟ هل كانت هذه الإضافة ضرورية؟ أعتقد أنها كانت ضرورية، إذ سبق وأن تحدث النبي حزقيال عن رعاة، بدلاً من العناية بالقطيع، يكونون رعاة لأنفسهم. للأسف، لا تزال هذه الامور تحدث حتى يومنا هذا.

هناك أشخاص، بدلاً من خدمة الخير العام، يفكرون فقط في مصلحتهم الخاصة. ولهذا السبب يتحدث يسوع عن “راعٍ صالح”. نحن صالحون عندما نرعى في قلوبنا نية القيام بالخير ونتبعها فعليًا من خلال اختيارات وسلوكيات مناسبة. ومع ذلك، يتجاوز يسوع هذا بقوله: الراعي الصالح هو الذي يبذل حياته من أجل خرافه.

وهذا تحديدًا ما فعله طوباويّنا إسطفان. كان راعيًا عانى من أجل قطيعه ومعه، وقام بكل ما هو ممكن للدفاع عنه وحمايته ورعايته.

لكنه كان أيضًا حذرًا ودبلوماسيًا. إحدى رسائله إلى الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا مشهورة، حيث يصف كل آلام الشعب ويطلب منه أن يأخذهم تحت جناحيه ويحميهم. هناك جانب آخر يستحق الطوباوي اسطفان أن يُذكر من أجله، وهذا الجانب ذو صلة خاصة اليوم في الكنيسة: الجانب إلايكوماني او المسكوني او التقارب بين الطوائف. مارس البطريرك إسطفان أيضًا المحبة المسكونية، مدفوعًا دائمًا بإحساس قوي بعالمية الكنيسة الجامعة، التي عاشها في سياق – كما ذكرت سابقًا – غالبًا ما كان صعبًا بسبب العلاقات مع الطوائف المسيحية الاخرى والإسلام.

وهكذا، تبرز الامثلة التي نستقيها منه: الرحمة الرعوية، والاخلاص لكنيسته الخاصة، وروح الاخوة الكاثوليكية.

نسأل الرب، بشفاعة الطوباوي إسطفان، أن يوجهنا في تحقيق دعوتنا ككنيسة، وتجسيد الصداقة والاخوة في المسيح ربنا. آمين.”

وقبل الختام، قدمت جوبا توفيق معوض والوزيرة السابقة لميا يمين الدويهي  باسم رعية اهدن زغرتا ايقونتين إلى البطريرك الراعي والكاردينال سيميرارو تجسدان البطريرك الدويهي وسيدة زغرتا .

 

بعدها تم الدخول بذخائر الطوباوي الجديد وسط التراتيل والزغاريد.

وفي الختام ،أقام البطريرك الراعي زياحاً بذخائر الطوباوي الجديد.

اقرأ الآن