YOUTUBE
Twitter
Facebook

 

يويو ما خلال الحفل

استضافت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) حفلاً موسيقياً لا يُنسى ونقاشاً قيّماً حول الثقافة وحرية التعبير، كجزء من “مشروع باخ” لعازف التشيلو الشهير عالمياً يويو ما، وهذا المشروع هو مبادرة عالمية تهدف إلى ربط الثقافات وتعزيز حوار عالمي. والحفل الذي أقيم في قاعة الأسمبلي هول كان جزءاً من نهاية أسبوع حافل بالأنشطة المُبهرة التي نظّمها فريق “يويو ما” في لبنان، بالاشتراك مع ناشطين ثقافيين محليين.

وقد أُطلق “مشروع باخ” في العام 2018 لأداء مجموعات باخ الستة في 36 موقعًا حول العالم، وبدء محادثات محلية وعالمية لتسليط الضوء

على القضايا الثقافية الملحة ومعالجتها. ويعزف يويو ما بشكل فريد المجموعات الستة في أداء واحد مدّته ساعتان ونصف الساعة. وقد سبق وزار يويو ما 18 موقعاً مختلفاً، ما جعل لبنان نقطة الوسط في مبادرته العالمية.

وقال “يويو ما” خلال المحادثة التي أقيمت في الجامعة الأميركية في بيروت، “أنا هنا لطرح سؤال بسيط ، ما الذي يمكننا فعله معاً ولا يمكننا القيام به بمفردنا؟” وأضاف، “أنا أحاول طرح السؤال، ليس فقط في هذه القاعة لكن في قاعات عديدة أُخرى… لأعرف ما الذي يجمع البشر أكثر مما يفرّقهم فعلا.”

وقد اكتظّت قاعة الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية في بيروت بالحضور، بينما افتتحت نادين توما، من دار قنبز اللبنانية للنشر، الحفل بقصة حكواتي مصحوبةً بعزف على الغيتار والبيانو. وبعد ذلك، رحّب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري بالحضور والمشاركين متكلماً حول ملاءمة توقيت هذه المحادثة في ضوء الأحداث والأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة العربية، وأهمية استخدام الثقافة والتعليم لمواجهة الأصولية والتطرّف. وقال، “الجامعة الأميركية في بيروت، والتي أسسها المبشرون البروتستانت، وجدت أن التعليم المؤثر والتحويلي يمكن تحقيقه على أفضل وجه من خلال فلسفة إنسانية تحترم كل عقيدة، دينية كانت أم علمانية، لكنها لا تركّز على أي منها.” وتابع، “نحن نفهم أننا مسؤولون عن نمذجة مجتمع اشتمالي ليبرالي، خارج بوابات جامعتنا، في لبنان والعالم العربي الأوسع.”

الفن كحرية

 ثم قامت مجموعة متنوّعة من الفنانين والصحافيين اللبنانيين وممثلي الجمعيات غير الحكومية بعقد محادثة عن التعدّيات على الفضاء الثقافي اللبناني بعد الحرب الأهلية، وعلى صعيد أوسع في المنطقة، والجهود الجماعية لمقاومة هذا الاتجاه. وقال عازف الكلارينيت السوري كنان العظمة “ممارسة الفن هي فعل حرية بحد ذاته.”

وقال زياد الحكيم من جمعية سوا غير الحكومية للتنمية أن مجموعته بدأت في إدراج العناصر الفنية والثقافية في مشاريع التنمية، “من جانب، يعاني الاقتصاد من الركود، ومن جانب آخر، أخرى فالسياسة لا تحقق تغييراً إيجابياً، لذا فإن الثقافة هي الملاذ الأخير لنا لنقدم ونعطي بعض الأمل”.

ووصف أحد الحاضرين اللقاء بأنه “تقييم متجرّد للوضع الثقافي في لبنان والعالم العربي، لكنه يعكس أيضاً شعوراً كبيراً بالتفاؤل بأن الفن والثقافة يمكن أن يحميا محادثات ذات مغزى بين الناس ليبنوا معاً مستقبلاً أفضل”.

وبعد المناقشة، قدم “يويو ما” “استجابة موسيقية” مؤثّرة لمداخلات الجهات الفاعلة الثقافية، من خلال عزفه لنسخة حماسية من أغنية “طيف” لفرقة خريجي الجامعة الأميركية في بيروت “مشروع ليلى” الذين تم إسقاطهم مؤخراً من برنامج مهرجان بيبلوس وسط جدل حول الرقابة وانتهاك حرية التعبير الفنية للفرقة. وكان “يويو ما”، الذي حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في بيروت في العام 2004، قد عزف مجموعات باخ الستة في المهرجان ذاته في الليلة السابقة.

مفترق طرق ثقافي

 اختتم الاحتفال في قاعة الأسمبلي هول بأداء مبهج من جوقة الفيحاء الحائزة على جوائز دولية والتي قادها المايسترو باركيف تاسلاكيان. وقد أُنشأت هذه الجوقة لمواجهة الصور النمطية السلبية للبنان والعالم العربي. وانضم إلى أدائها يويو ما وكنان العظمة وذلك لتقديم تأدية مفاجئة وغير متدُرَّب عليها لأغنية الفنان اللبناني مارسيل خليفة “عصفور”.

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، عجّت شوارع تقاطع السوديكو بالمتفرّجين وبالموسيقى فيما انضمّ كنان العظمة مع امنشدة أميمة الخليل، وعازف العود زياد الأحمدية إلى “يويو ما” في أداء غير مسبوق على شرفة “بيت بيروت”، المبنى التاريخي القائم على “الخط الأخضر” السابق والذي شهد على ويلات الحرب الأهلية في لبنان. وقد تم تنظيم العرض بالاشتراك مع بلدية بيروت ومديرة مبادرة الجوار في الجامعة الأميركية في بيروت منى الحلاق، التي نظمت أيضًا الاحتفال في قاعة الأسمبلي هول.

وقالت منى الحلاق، “هذا اليوم مع “يويو ما” قد جَمَعَنا بالعديد من المؤسسات والمجالات الثقافية لمشاركة مبادراتنا الإيجابية نحو مجتمع أكثر اشتمالية.” وأضافت، “على شرفات بيت بيروت، وحّدتنا الثقافة ورأبنا الفجوة بين الشرق والغرب في الجغرافيا وفي الموسيقى مع يويو وكنان وأميمة وزياد.” وتابعت، “في قاعة الأسمبلي هول، أظهرنا أن هويتنا مشكّلة من طبقات، واتحادنا في العمل هو أملنا الوحيد، والانسانية بحد ذاتها هي معركتنا النهائية لتحقيق مستقبل أفضل.”

اقرأ الآن